شهد صباح اليوم الأربعاء انتشاراً كبيراً لعناصر النظام قرب حاجز عسكري في الريف الشمالي لمحافظة درعا، فضلاً عن استقدام آليات عسكرية واستنفار أكثر من خمسين عنصراً من الجيش في المنطقة.
وذكرت مصادر محلية أن قوات النظام عززت وجودها بإنشاء عدة نقاط عسكرية، توزعت إحداها في جنوب مدينة جاسم، ونقطتان عسكريتان قرب معمل الكبريت بالقرب من المستشفى، والثانية على الطريق الحربي غربي مدينة جاسم.
ورجحت مصادر متطابقة أن هذه التطورات جاءت على خلفية محاصرة حاجز “الطيرة” العسكري الواقع بين مدينتي جاسم وإنخل قبل أسبوع، من قِبل مجموعة محلية حيث جرى اشتباك مع عناصر الحاجز بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، واستهداف آليات عسكرية بقذائف RPG.
كما جرت عمليات تدشيم واسعة للنقاط العسكرية الجديدة ورفع السواتر الترابية حولها، تزامناً مع استمرار وصول التعزيزات العسكرية من عناصر وآليات عسكرية إلى تلك النقاط الجديدة.
وقال ناشطون إن هدف قوات النظام من هذه العملية هو مضايقة الأهالي، لا سيما المزارعين والفلاحين الذين يتوجهون إلى أراضيهم الزراعية، ومحاربتهم في لقمة عيشهم.
من الجدير ذكره أن مدينة جاسم في ريف درعا الشمالي شهدت منذ أكثر من أسبوع أحداثاً أمنية واشتباكات عنيفة بين مجموعتين إثر اغتيال قيادي محلي، استخدمت خلالها أسلحة خفيفة ومتوسطة ومضادات أرضية وقذائف RPG وقذائف الهاون، مما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة بين الطرفين، وتأثرت الأحياء السكنية في المدينة بشكل كبير.
وسط هذه الفوضى تستمر عمليات القتل والاغتيال في مناطق متفرقة من المحافظة، والتي سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات الاغتيال يوم أمس، حيث تصدرت المشهد أربع عمليات اغتيال في يوم واحد، أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة.
وتسود حالة من التوتر والاضطراب في ريف درعا، حيث تستمر الاشتباكات في جاسم وسط محاولات فاشلة للوساطة، بينما تتصاعد التوترات في إنخل نتيجة اعتقال المدنيين، وسط استمرار عمليات القتل والاغتيال والتفجيرات والإعدامات الميدانية منذ سيطرة النظام والميليشيات المحلية والإيرانية التابعة له على المحافظة.
مع استمرار التوترات وتصاعد أعمال العنف والاغتيالات في درعا، يعيش أهالي المنطقة في حالة من القلق وعدم الاستقرار، بينما تظل الأوضاع مرشحة لمزيد من التصعيد في ظل غياب أي حلول جذرية أو وساطات ناجحة لوقف نزيف الدماء في المحافظة.