يشهد مخيم الهول الواقع في ريف الحسكة شرق سوريا “مأساة إنسانية” جديدة، حسب وصف كثيرين، مع تسجيل ثلاث حالات وفاة بسبب ضربة الشمس خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك نتيجة موجة الحر الشديدة التي تضرب المنطقة حاليًا.
وحسب الأخبار الآتية من المخيم، فإن الضحية الأولى هي سيدة سورية كبيرة في السن، توفيت في القطاع الخامس السوري داخل المخيم.
وتبيّن أن سبب الوفاة يعود إلى إصابة السيدة بضربة شمس نتيجة الارتفاع الشديد في درجات الحرارة في المنطقة.
والسبت الماضي، تم تسجيل وفاة طفل عراقي الجنسية، إثر ضربة شمس في مخيم الهول، في حادثة مأساوية جديدة تُضاف إلى معاناة سكان المخيم، وتُسلط الضوء على المخاطر التي تُهدد حياتهم في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشونها، بحسب مهتمين بملف المخيم.
أما الحالة الثالثة فهي لرجل مسن ينحدر من منطقة إدلب، وكان يقيم في الفيز الخامس المخصص للنازحين السوريين في المخيم. وقد توفي، الأربعاء، جراء ارتفاع درجات الحرارة وتعرضه لضربة شمس.
ووصلت درجات الحرارة في مخيم الهول إلى مستويات قياسية بلغت 50 درجة مئوية، مما يشكل خطرًا كبيرًا على صحة وسلامة قاطني المخيم، خاصة كبار السن والأطفال.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الحالات الثلاث للوفاة داخل المخيم تأتي في ظل ضعف الخدمات الطبية المقدمة لسكان المخيم، مما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية التي يعيشها النازحون والمقيمون هناك.
ويعد مخيم الهول أحد أكبر مخيمات النازحين في سوريا، حيث يأوي عشرات الآلاف من النازحين السوريين وغيرهم من جنسيات مختلفة.
وقال الناشط أبو عبد الله الحسكاوي أحد أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، إنه “مع استمرار موجة الحر الشديدة، تتزايد المخاوف من ارتفاع عدد الضحايا في الأيام المقبلة ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية سكان المخيم وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم”.
وأشار إلى أن “فئة النساء والأطفال وكبار السن هم الأكثر تضررا من موجة الحر، خاصة وأن المنطقة التي يقع فيها المخيم شبه صحراوية ودرجات الحرارة مرتفعة جداً”.
وذكر أنه من المهم أن تضاعف المنظمات الإنسانية من جهودها في دعم قاطني المخيم ريثما يتم إخراج جميع العائلات السورية إلى مناطقها في الرقة ودير الزور ومناطق أخرى، وريثما يتم إعادة العائلات من جنسيات أخرى إلى بلدانهم الأصلية، وفق تعبيره.
وتدعو منظمات الإغاثة والجهات المعنية إلى التحرك السريع لتوفير المساعدات الطارئة، بما في ذلك المياه النظيفة ووسائل التبريد والرعاية الطبية العاجلة، لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح وحماية الفئات الأكثر ضعفًا في المخيم.