يعد “المكدوس” من الأكلات التراثية القديمة التي تشتهر بها سوريا، وتعتمد هذه الأكلة على مكونات أساسية مثل الباذنجان والجوز والفلفل الأحمر وزيت الزيتون، يتم إعداد المكدوس عادة خلال موسم الباذنجان الذي يبدأ في بداية شهر تموز ويستمر حتى نهاية أيلول.
“أم محمود”، سيدة في الخمسينيات من العمر وأم لسبعة أولاد، تسكن في مدينة إدلب، اعتادت كل عام على تخزين 30 كيلوغرامًا من المكدوس ليكون أحد الأصناف الرئيسية على مائدة الإفطار في الشتاء.
تقول: إن “المكدوس هو الأكلة المفضلة لعائلتي إلى جانب كوب من الشاي الأحمر على وجبة الإفطار”.
تحرص “أم محمود” على شراء الباذنجان الصغير الحجم ليعطي منظراً أجمل وطعماً ألذ، كما تقوم بتحضير حشوة المكدوس المكونة من الثوم والفلفل الأحمر والجوز أو اللوز.
تحدثنا عن طريقة تحضير المكدوس السوري، فتقول: “أغلي الباذنجان في قدر كبير من الماء، ثم أضع الملح داخل كل حبة من خلال فتحة صغيرة على جانبها، بعد ذلك، أضعه في مصفاة كبيرة وأضع فوقه حجراً كبيراً ليخرج الماء الموجود داخله”.
“تستمر هذه العملية يومين أو ثلاثة حتى تجف الماء تماماً من الباذنجان، ثم أحشو الباذنجان بالجوز والفلفل الأحمر والقليل من الثوم، أضعه في مطربانات زجاجية وأغمره بزيت الزيتون، ويُحفظ عادةً في مكان جاف بعيداً عن أشعة الشمس”، حسب ما أضافت “أم محمود”.
يعاني معظم سكان الشمال السوري من ارتفاع مستمر في معظم المواد الاستهلاكية، في ظل انتشار البطالة وقلة فرص العمل، يقول “أبو خالد”، 34 عاماً، أب لأربعة أولاد، يقطن في جبل الزاوية ويعمل في ورشة لقطاف المواسم الزراعية، إنه قلل هذا العام من كمية المكدوس إلى النصف تقريباً، بسبب عدم قدرته على شراء مكوناته الأساسية، خاصة الجوز وزيت الزيتون.
وبدورها، قامت “أم عامر”، 48 عاماً، التي تقيم في مدينة أريحا، باستبدال بعض مكونات المكدوس بأنواع جديدة رخيصة الثمن، تقول إنها استبدلت الجوز الذي وصل سعره هذا العام إلى 120 ليرة بالفستق السوداني الذي لا يتجاوز سعره 80 ليرة تركية.
كما عمدت إلى خلط زيت الزيتون بزيت نباتي، حيث تجاوز سعر ليتر زيت الزيتون حاجز 200 ليرة، بينما وصل سعر ليتر الزيت النباتي 40 ليرة تركية.
تسعى الكثير من السيدات السوريات في الشمال السوري إلى التأقلم مع وضعهن الاقتصادي الصعب وتلبية متطلبات عائلاتهن بأقل تكلفة، لتحظى أسرهن بإرضاء رغباتهن بكلفة بسيطة تناسب أوضاعهن المادية.12:04