تشهد المناطق الشرقية من سوريا، وتحديداً في أرياف الرقة ودير الزور، تصاعداً ملحوظاً في وتيرة العمليات الأمنية التي تنفذها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بالتعاون مع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
وأسفرت هذه العمليات عن اعتقال عدد من العناصر البارزة في التنظيم وتفكيك خلايا نشطة تتبع للتنظيم في المنطقة، حسب عدد من سكان المنطقة الشرقية.
ففي أحدث هذه العمليات، أعلن التحالف الدولي عن عن نجاح عملية أسفرت عن إلقاء القبض على قيادي في تنظيم داعش في ناحية الكرامة التابعة لمدينة الرقة.
وبحسب البيان الصادر عن قوات قسد، فإن هذا العنصر كان يعمل على الإعداد لعمليات إرهابية تستهدف القوات العسكرية والمدنيين في المنطقة، إضافة إلى نشاطه في تجنيد الشباب وضمهم للتنظيم.
وأفاد الناشط محمود أبو يوسف المهتم بملف داعش وتحركاته، بأن ازدياد العمليات الأمنية للتحالف الدولي ضد داعش في أرياف المنطقة الشرقية، تؤكد أن التحالف بدأ يشعر بالخطر من عودة نشاط التنظيم وخلاياه إلى المنطقة، وهذا ما نلاحظه من خلال تسارع وتيرة العمليات والضربات الموجهة لداعش من خلال اعتقال قياديين بارزين في صفوفه وفي صفوف خلاياه.
وأشار إلى أن تقارير غربية عدة ومنذ فترة تنذر من قدرة داعش على إعادة ترتيب صفوفه انطلاقا من البادية بريف حمص الشرقي، مؤكدا أن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من تنفيذ العمليات الأمنية للتحالف وقسد ضد التنظيم في مناطق متفرقة شرق سوريا.
وقبل يومين فقط، تمكنت قسد من اعتقال ثلاثة عناصر آخرين من تنظيم داعش، من بينهم متزعم، في عملية أمنية نفذتها بمساندة قوات التحالف الدولي في بلدة الصور بريف دير الزور.
وفي سياق متصل، كشف التحالف الدولي عن حصيلة عملياته الأمنية ضد التنظيم في النصف الأول من العام الجاري.
حيث أفاد بيان صادر عن التحالف أن القوات الأمريكية وحلفاءها نفذوا 153 عملية ضد التنظيم، أسفرت عن مقتل 44 عنصراً واعتقال 166 آخرين.
ومن بين هذه العمليات، تم تنفيذ 59 عملية مشتركة في سوريا بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، أدت إلى مقتل 14 عنصراً واعتقال 92 آخرين، حسب البيان.
ويرى مراقبون أن هذه العمليات المتتالية تؤكد استمرار الجهود المبذولة لمكافحة خلايا تنظيم داعش النائمة في المنطقة، وتعكس التنسيق المستمر بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي في مواجهة التهديدات المتكررة.
ومع ذلك، يبقى التحدي قائماً في ظل محاولات التنظيم المستمرة لإعادة تنظيم صفوفه وتنفيذ عمليات جديدة في المنطقة، وفق وجهة نظرهم.