شهد الشاب “علاء” 26 عاماً، المنحدر من ريف دمشق، تجربة مريرة بعد ترحيله من تركيا إلى الشمال السوري قبل أيام، هذه العودة جعلته يواجه مصيراً مجهولاً وتحديات جمّة، أبرزها البحث عن سكن وعمل بعدما فقدهما في تركيا.
في حديث خاص لـ SY24 قال “علاء”: إن “عشرات الشبان السوريين يواجهون نفس المصير بعد ترحيلهم إلى الشمال السوري، حيث وجدوا أنفسهم بلا مأوى أو عمل”.
وأضاف أن “العائلات السورية تعاني من التشتت، حيث تفرقت أفرادها بعد ترحيل معيلها، مما ترك الأطفال والزوجات في منطقة والزوج في منطقة أخرى”.
كشف تقرير لفريق “منسقو استجابة سوريا”، والذي استند إلى استبيان شمل أكثر من 17 ألف شخص في شمال غرب سوريا، عن الاحتياجات الملحة التي يواجهها الوافدون إلى المنطقة منذ بداية العام الحالي.
وأبرز التقرير مشكلة تأمين السكن كإحدى أكبر التحديات، حيث أشار إلى أن 96% من المشاركين في الاستبيان وجدوا أن أسعار الإيجارات مرتفعة، وأن هناك عائلات ليس لديها مأوى.
كما أشار التقرير إلى أن 94% من العائدين بحاجة ماسة إلى فرص عمل، سواء عبر المشاريع المشتركة أو المشاريع الفردية، بهدف تأمين مصادر دخل مستقرة للعائلات.
إلى جانب ذلك، شدد التقرير على ضرورة زيادة عدد المشافي والنقاط الطبية في المنطقة لتلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة.
وفي سياق متصل، دعا البيان إلى ضرورة إيقاف انتهاكات قوات النظام وروسيا في استهداف المنطقة لتحقيق الاستقرار الكامل. وطالب 71% من المشاركين بترميم المدارس والمنشآت التعليمية في القرى والبلدات لاستيعاب المزيد من الأطفال في المراحل التعليمية المختلفة.
تشير هذه الأحداث والتقارير إلى التحديات الجسيمة التي يواجهها السوريون العائدون قسراً إلى شمال سوريا إذ يتطلب الوضع جهوداً دولية ومحلية مشتركة لتأمين احتياجاتهم الأساسية وتحقيق استقرار دائم يضمن لهم حياة كريمة ومستقبل أفضل.