تشهد مناطق متفرقة شرقي سوريا تصاعدًا ملحوظًا في وتيرة العمليات الأمنية ضد تنظيم داعش خلال الأيام الأخيرة، مما أثار العديد من التساؤلات حول أسباب هذا التصعيد وتداعياته المحتملة على الوضع الأمني في المنطقة.
وفي آخر هذه العمليات، أعلن التحالف الدولي وبالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، قبل يومين، عن تنفيذ عملية أسفرت عن مقتل عنصر وُصف بـ”الخطير” من تنظيم داعش في بلدة مركدة بريف دير الزور.
ووفقًا لبيان “قسد”، نفذت وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لها العملية بعد جمع معلومات استخباراتية دقيقة عن تحركات ونشاط هذا العنصر.
وأوضح البيان أن العنصر المستهدف رفض الاستسلام وقاوم القوات المهاجمة، مما أدى إلى اندلاع اشتباك مسلح أسفر عن مقتله.
وأشارت “قسد” إلى أن القتيل كان متورطًا في عمليات اغتيال استهدفت عناصر من قواتها ومدنيين في المنطقة.
وفي سياق متصل، أعلنت قوى الأمن الداخلي “الأسايش” في نفس اليوم عن نجاحها في تفكيك خلية تابعة لتنظيم داعش في ريف الرقة.
وذكرت “الأسايش” في بيان أن الخلية المكونة من ستة أشخاص كانت تخطط لتنفيذ عمليات وصفتها بـ”الإرهابية”.
وأضاف البيان أن العملية جاءت بعد جمع معلومات استخباراتية وتحديد أماكن اختباء عناصر الخلية في منطقة الكرامة بريف الرقة الشرقي.
وأسفرت العملية عن ضبط كمية من الأسلحة والذخائر ووسائل الاتصال، وفقًا لما ذكره بيان الأسايش.
وحول ذلك، قال الناشط السياسي المهتم بملف البادية وتطوراتها، محمود أبو يوسف لمنصة SY24، إن “تصاعد وتيرة هذه العمليات الأمنية يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات أمنية متزايدة، مما يثير تساؤلات حول مدى فعالية الجهود المبذولة لمكافحة خلايا داعش النائمة، وقدرة القوات الأمنية على الحد من نشاط التنظيم في المنطقة”.
وأضاف أن “هذا التصعيد يطرح تساؤلات حول احتمالية وجود محاولات من قبل التنظيم لإعادة تنظيم صفوفه وتكثيف نشاطه في المنطقة، خاصة مع ورود معلومات عن عودة بعض العناصر من الخارج، كما تتحدث مصادر تابعة لقسد”.
ولفت إلى أنه منذ مطلع العام الجاري ارتفعت وتيرة تغلغل خلايا داعش في المنطقة سواء في الرقة أو دير الزور أو الحسكة وأريافها، ما يؤكد حجم الخطر الذي تشكله هذه الخلايا ويؤكد المخاوف أيضا من عودة ظهور التنظيم من جديد، وفق وجهة نظره.
وقبل أيام، كشف التحالف الدولي عن حصيلة عملياته الأمنية ضد التنظيم في النصف الأول من العام الجاري، مبيناً أنه خلال النصف الأول من العام الجاري، نفذت القوات الأمريكية وحلفاؤها 153 عملية ضد التنظيم، أسفرت عن مقتل 44 عنصرًا واعتقال 166 آخرين.
أوضح البيان أن 59 عملية مشتركة نُفذت في سوريا بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، أدت إلى مقتل 14 عنصرًا واعتقال 92 آخرين. أما في العراق، فقد أسفرت 137 عملية عن مقتل 30 عنصرًا واعتقال 74 آخرين.