أثارت تجاوزات مزعومة في مستشفى التوليد بمدينة الرقة شرق سوريا موجة من الاستياء والشكاوى بين السكان المحليين، حيث عبر العديد من المواطنين عن تذمرهم من سوء الخدمات الصحية المقدمة للنساء الحوامل.
وفي تفاصيل الشكاوى، روى أحد المواطنين تجربته المريرة قائلاً: “اضطررت لنقل زوجتي إلى مستشفى التوليد بسبب وضعنا المادي الصعب، وصلنا في حالة طارئة الساعة الثامنة مساءً، لكننا بقينا ننتظر حتى عصر اليوم التالي دون أن يتم إدخالها لقسم الولادة”.
وأضاف أن زوجته فقدت الوعي أمام أعين الموظفين دون تدخل، مما اضطره لنقلها إلى مشفى خاص حيث تمت الولادة بسلاسة خلال ربع ساعة، حسب تعبيره.
وقد أثارت هذه الحادثة ردود فعل غاضبة بين الأهالي، حيث وصف بعضهم المستشفى بأنه “من أسوأ المستشفيات في العالم” مشيرين إلى سوء المعاملة والإهمال الطبي.
ووصف آخرون الوضع بأنه أشبه بـ “سجن أبو غريب” متهمين الكادر الطبي بالتقصير وعدم الاهتمام بأرواح المرضى، وفق كلامهم.
في المقابل، دافع بعض المواطنين عن أداء المستشفى، مؤكدين أن الخدمة فيه “جيدة جداً” وأن المعاملة ممتازة دون الحاجة إلى واسطة.
إلا أن هذه الآراء قوبلت بردود مشككة، حيث أشار البعض إلى أن جودة الخدمة تعتمد على وجود “واسطة” داخل المشفى، بحسب كثيرين.
وأثارت هذه الشكاوى تساؤلات حول جودة الرعاية الصحية المقدمة للنساء في المنطقة، ومدى التزام الكادر الطبي بالمعايير المهنية والأخلاقية.
كما سلطت الضوء على الحاجة الملحة لتحسين الخدمات الصحية في المستشفيات العامة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تجبر العديد من المواطنين على اللجوء إليها.
وقبل عدة أشهر، اعتبر بعض الأهالي أن السبب وراء تردي الخدمات المقدمة في مستشفى التوليد هو تسلط المحسوبيات والواسطات على عملها، فمن عنده واسطة يحصل على خدمات جيدة ومن ليس لديه واسطة يعاني ويشتكي من واقع الخدمات فيها، بحسب رأيهم.
وحمّل كثيرون مسؤولية ما يجري في المستشفيات للمنظمات الداعمة التي تدعم قطاع الصحة، إضافة إلى تحميل المسؤولية للجهات المختصة الرقابية، مطالبين بضرورة متابع ما يجري وتلبية شكاوى الأهالي في المنطقة.