يشهد الشمال السوري أزمة مائية حادة تتفاقم يوماً بعد يوم، حيث يعاني نحو ألف مخيم من انقطاع كامل لإمدادات المياه، مما يهدد حياة مئات الآلاف من النازحين.
وأصدر فريق “منسقو استجابة سوريا” تحذيرات عاجلة من انتشار الأمراض الجلدية والأوبئة بسبب نقص المياه وارتفاع درجات الحرارة، حسب بيان صادر عنه.
ووفق البيان، فإن مئات الشكاوى ترد يومياً حول انقطاع المياه في المخيمات، خاصة في ريف حلب الشرقي والشمالي، حيث يعاني أكثر من 160 مخيماً من هذه الأزمة.
وتسبب توقف مشاريع المياه والصرف الصحي في انتشار القمامة وانتشار الأمراض الجلدية، خاصة بين الأطفال وكبار السن.
وأشار البيان إلى ارتفاع كبير في أسعار المياه، مما جعل 80% من النازحين عاجزين عن شرائها.
كما أضاف أن المياه المتوفرة غير خاضعة لأي رقابة، مما يثير مخاوف بشأن جودتها وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي.
وأفاد الناشط السياسي عبد الكريم العمر، ابن منطقة إدلب في حديثه لمنصة SY24، بارتفاع تكاليف حفر الآبار الارتوازية وتشغيلها، مما يجعل العديد من الآبار القديمة غير صالحة للاستخدام.
واعتبر العمر أن وجود أكثر من ستة ملايين سوري في الشمال السوري، بين نازح ومقيم، يعتبر عاملاً رئيسياً في زيادة الطلب على المياه.
ولفت إلى أنه رغم جهود المنظمات الإنسانية في حفر بعض الآبار، إلا أنها لم تستطع سد العجز الكبير في إمدادات المياه.
من جانبه، حذّر “منسقو الاستجابة” أيضاً، من تزايد سوء الأوضاع الإنسانية في المخيمات، حيث شهدت المنطقة زيادة في عدد الحرائق وارتفاعاً في معدلات الأمراض.
ودعا الفريق المنظمات الإنسانية والجهات المعنية إلى التدخل العاجل لتأمين المياه للنازحين، حتى لو كان ذلك عبر صهاريج المياه.
ووسط كل ذلك، يشعر النازحون بمخاوف كبيرة من انتشار الأوبئة والأمراض بسبب نقص المياه وسوء الصرف الصحي، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.