تشهد مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة النظام السوري وميليشياته، جدلاً واسعاً حول جودة مياه الشرب، وسط تأكيدات رسمية بسلامتها ومخاوف شعبية من تلوثها.
وفي التفاصيل، نفت المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي التابعة للنظام في دير الزور الشائعات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول تلوث مياه الشرب في بعض مناطق المحافظة.
وادعى مدير المؤسسة أن المياه التي يتم ضخها من المحطات التابعة للمؤسسة “نقية وصالحة للشرب، وضمن الحدود الطبيعية وفق المواصفات السورية”.
وأكد أن هذه المياه تخضع لعمليات تصفية وتعقيم قبل ضخها إلى منازل المواطنين، مشيرا إلى أن مختبرات المؤسسة تجري فحوصات دورية كل ساعتين تقريباً، تشمل التحليل الكيميائي والزرع الجرثومي وقياس نسبة العكارة، حسب تعبيره.
ونفى مدير المؤسسة وجود علاقة بين جودة المياه وحالات الإصابة بضربات الشمس التي سُجلت مؤخراً، لافتاً إلى أن أعراض ضربة الشمس قد تتشابه مع أعراض بعض الأمراض الأخرى، كما أكد عدم تسجيل أي أمراض سارية في المحافظة.
على الجانب الآخر، عبّر العديد من سكان دير الزور عن شكوكهم حول جودة مياه الشرب، حيث أشار بعض المواطنين إلى وجود رائحة كريهة في المياه، إضافة إلى ترسبات رملية وتكلس.
كما تحدث آخرون عن حالات تقيؤ وإسهال بعد شرب المياه، وعن زيادة في حالات التهاب المجاري البولية والحصى الكلوية، خاصة بين الأطفال.
وطالب بعض السكان بإجراء فحوصات أكثر دقة للمياه وتحسين عمليات التصفية، مشككين في صحة التصريحات الرسمية حول نقاء المياه وصلاحيتها للشرب.
ويأتي هذا الجدل في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها محافظة دير الزور، والتي لا تزال تعاني من آثار الحرب والصراع المستمر في سوريا.
ووسط كل ذلك، يبقى موضوع جودة مياه الشرب قضية حساسة تمس الصحة العامة وتثير قلق السكان المحليين، حسب آراء عدد من سكان المدينة.
يشار إلى أن سكان مدينة دير الزور لا يعانون فقط من تلوث مياه الشرب، بل يعانون كذلك من تراكم القمامة في الشوارع والأزقة، مما ينبعث عنه روائح كريهة تُهدد بانتشار الأمراض والأوبئة، خاصة في ظل فصل الصيف الحار.
ويتطلع سكان مدينة دير الزور إلى حلول عاجلة من قبل الجهات المعنية لمعالجة مشكلة تراكم القمامة وانتشار الروائح الكريهة، منتقدين في ذات الوقت التهميش الخدمي الحاصل.