رغم التحديات.. العائدات من مخيم الهول يحاولن الاندماج في المجتمع

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تحاول النساء العائدات من مخيم الهول شرق سوريا، بكل ما أوتين من قوة الاندماج في مجتمعاتهن من جديد.

وفي هذا السياق، وثقت منظمة ساهم للتعاون والتنمية، قصص تسلط الضوء على التحديات الهائلة التي تواجهها هؤلاء النساء وأطفالهن في رحلة العودة إلى الحياة الطبيعية.

سهام أحمد العگلة، إحدى العائدات، تروي قصتها المليئة بالصعاب، مشيرة إلى أن رحلتها بالنزوح بدأت من ريف دير الزور الشرقي لتجد نفسها في مخيم الهول، الذي وصفته بأنه “سجن كبير محاط بسور”.

ورغم توفر الضروريات الأساسية من مأكل ومشرب، إلا أن الحياة في المخيم كانت محفوفة بالمخاطر والصعوبات، خاصة فيما يتعلق بالرعاية الصحية والأمان.

وبعد خروجها من المخيم، واجهت سهام وأطفالها تحديات جديدة تمثلت في صعوبة الاندماج في المجتمع.

ولفتت إلى أن أحد أطفالها انعزل كلياً عن محيطه بسبب صعوبة تقبل المجتمع لهم، مؤكدة أنها تبذل الآن قصارى جهدها للاندماج ومساعدة أطفالها على التكيف مع الوضع الجديد.

وفي رسالتها للمجتمع، تؤكد سهام على حاجتها الماسة لفرص عمل تساعدها في تلبية احتياجاتها اليومية، كما تناشد المجتمع لمساعدتهم على الاندماج.

قصة أخرى مؤثرة هي قصة صفاء محمد، التي تحدثت عن رحلتها من النزوح إلى مخيم الهول ثم الخروج منه.

ذكرت صفاء أنها واجهت تحديات جسيمة، أبرزها فقدان زوجها لمدة عام كامل، اضطرت خلاله لتربية أطفالها الصغار وحدها في ظروف قاسية وحالات من الرعب، إضافة إلى نقص الأدوية.

وبعد عودتها من المخيم، تواجه صفاء وعائلتها صعوبات في الاندماج بالمجتمع، وهي تطالب بدعم سبل العيش للعائدين لمساعدتهم على إعادة بناء حياتهم.

وجاءت هذه القصص ضمن أنشطة “حملة منكم وفيكم” التي نفذتها منظمتا طيف الإنسانية وساهم للتنمية في ريف دير الزور الشرقي بمنطقة هجين، بهدف تعزيز الصحة النفسية للعائدات.

وتشارك في هذه الحملة عدة منظمات في شمال وشرق سوريا، منها منظمة جيان، شباب تفاؤل، زورنا، تنمية بلا حدود، البركة، معاً لأجل النسوية، ومنظمة أصوات السلام.

وتسلط هذه القصص الضوء على الحاجة الملحة لبرامج دعم شاملة للعائدين من مخيمات النزوح، تشمل الدعم النفسي والاجتماعي، فرص العمل، والمساعدة في إعادة الاندماج في المجتمع. كما تبرز أهمية توعية المجتمعات المحلية لتقبل العائدين ومساعدتهم على بدء حياة جديدة.

وحول ذلك، قالت الناشطة الإنسانية وفي مجال المناصرة، مايا عصملي لمنصة SY24، إن “قصص سهام وصفاء وغيرهن من العائدات من مخيم الهول، تبقى شهادة حية على قوة الإرادة الإنسانية في مواجهة الظروف الصعبة، وتذكيراً بالحاجة المستمرة للعمل على إعادة بناء المجتمعات المتضررة من النزاعات”.

وأكدت على أهمية الاستمرار في المبادرات الداعمة من منظمات المجتمع المحلي والتي تهدف إلى تمكين العائدات من مخيم الهول، إضافة إلى تقديم الرعاية والدعم الكافي لأطفالهن، كونهم جميعا الفئة الأضعف اليوم في المجتمع شرقي سوريا، وفق تعبيرها.

وقبل أسبوعين، أطلقت مجموعة من المنظمات في شرق سوريا مبادرة “منكم وفيكم” مطلع شهر تموز/يوليو الجاري، تهدف إلى دعم ودمج النساء العائدات من مخيم الهول في المجتمع المحلي بريف دير الزور شرق سوريا.

وبدأت منصة SY24 منذ عدة أسابيع بتسليط الضوء على أوضاع العائدات من مخيم الهول، من خلال نشر التقارير والمنشورات على منصات التواصل الاجتماعي تحت عنوان “العائدات إلى الحياة”.

مقالات ذات صلة