أدرك “فراس” خطورة تناول مشروب الطاقة، بعد أن أصيب بداء السكري إثر تناوله على مدار عاميين متتالين، حيث اعتاد على تناول ليتر أو ليترين كل يوم.
تشهد المحال التجارية في الشمال السوري حركة بيع جيدة جداً لمشروبات الطاقة، يقبل على شرائها فئات عمر صغيرة لا يتجاوز عمرها 20عاماً.
” فراس” 16 عاماً، من أبناء مدينة أريحا جنوبي إدلب، أصيب بداء ” السكري الشبابي” نتيجة تناوله المشروبات الغازية والطاقة بشكل يومي.
يقول: بأنه بدأ تناوله أول مرة قبل عامين في بيت صديقه، وبسبب طعمه اللذيذ وغازاته الكثيرة أصبح بعد ذلك من المشروبات المفضلة لدي.
ومشروب الطاقة (Power Drink) هو مصطلح تجاري، ويحتوي على مادة الكافيين التورين والغوارانا وفيتامينات “ب”، التي تزود مستهلكيها بالطاقة والحيوية.
لم يتلقى ” فراس” التحذير أو الوعي من أحد، وهذا ما زاد استمراره في تناوله مستمراً، بل أصبح يضاعف الكمية يومياً، يقول: ” مشروب الطاقة يعطي الجسم قوة وحيوية ونشاط، وهذا ما زاد من رغبتي في تناوله”.
في واجهة المحال التجارية، وتحديداً في ثلاجة المشروبات، تحتل المشروبات الغازية بشكل عام، القسم الأكبر منها وذلك لكثرة الطلب عليها.
” أبو محمود” 45 عاماً، يقيم في مدينة أريحا وصاحب ” سبر ماركت” في المدينة، بأن أكثر مبيع المشروبات الغازية للأطفال والشباب، وذلك بسبب رخص ثمنها مقارنة مع أسعار المشروبات الطبيعة.
ويقول: ” يتراوح سعره العبوة حسب حجمها ونوعها، فالنوع الجيد سعر الليتر منها 20 ليرة، بينما سعر ليتر العصير الطبيعي 35 ليرة تركية”.
يحذر أطباء الأطفال من تناول هذه المشروبات المضرة لصحة الطفل النفسية والجسدية، التي تؤثر على صحة القلب والإصابة بفقر الدم وداء السكري، كما أن مادة الكافيين فيها تحرض الأطفال على التدخين.
ويشدد الأطباء إلى أن الإكثار منها قد يسبب انفجار في الشرايين أو توقف القلب، لذلك ينصح بابتعاد الأطفال عنها واستبدالها بمشروبات طبيعة كالعصائر والبابونج وغيرها.
حسب دراسة أجرتها جمعية “القلب الأميركية”، فإن مشروبات الطاقة التي تحتوي على الكافيين تغيّر النشاط الكهربائي لقلب الإنسان، وتزيد من ضغط الدم.
وأيضاً أجرت الجمعية دراسة حول تقييم تأثير زيادة استهلاك هذه المشروبات على نظام القلب والأوعية الدموية، وثبت أن استهلاك مشروبات الطاقة يرتبط بالسكتة القلبية واحتشاء عضلة القلب، ويمكن أن تكون مرتبطة حتى بما يعرف بسماكة الدم.