أظهرت نتائج الثانوية العامة الصادرة يوم السبت الماضي في إدلب بفرعيها الأدبي والعلمي والثانوية الشرعية رسوب أكثر من نصف الطلاب، مما أثار صدمة كبيرة بين الطلاب وذويهم، نسبة النجاح المتدنية وعدم حصول أي طالب على العلامة التامة أثارت تساؤلات عدة لدى الأهالي حول الخلل الحاصل وأسباب هذه النتائج المخيبة للآمال.
نسب النجاح المعلنة
كشفت وزارة التربية في “حكومة الإنقاذ” العاملة في محافظة إدلب عن نسب النجاح، حيث بلغت نسبة النجاح في شهادة التعليم الثانوي العلمي 40.9%، وفي شهادة التعليم الثانوي الأدبي 39.6%.
“علاء” (18 عاماً) هو واحد من الطلاب الذين لم يحالفهم النجاح هذا العام، تروي والدته التجربة القاسية التي عاشها لأول مرة في حياته، حيث لم يعتد على هذا الشعور بالانكسار، تقول والدته “ياسمين”: “كل الصعوبات والهموم التي عشتها حتى اليوم كانت في كفة، وما عشته في هذين اليومين شيء آخر تماماً، بكيت من كل قلبي على تعب ابني طوال السنة، وقوة تحمله لكل الظروف الصعبة في المخيمات، لم نتوقع هذه النتيجة القاسية، هناك شيء ما حدث أثناء التصحيح!”.
اتهامات الأهالي لوزارة التربية
وألقى الأهالي الذين صدموا بنتائج أولادهم اللوم على وزارة التربية بسبب صعوبة الأسئلة هذا العام والتشديد في عملية التصحيح، بالإضافة إلى المناهج المعتمدة وضعف الدعم المقدم للمدارس العامة والاهتمام بالمدارس الخاصة، مما دفع المنطقة نحو خصخصة التعليم رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها غالبية السكان وعدم قدرتهم على مجاراة المدارس الخاصة أو الدورات التعليمية المكلفة.
تحديات الحياة في المخيمات
تتحدث “ياسمين” عن معاناتهم مع الشتاء القارس في الغرفة الصغيرة والصيف الحار والضوضاء المستمرة، كل هذه الظروف الصعبة لم تجعلها تلوم ابنها على عدم نجاحه، بل جعلتها أكثر استعداداً لدعمه بكل ما أوتيت من قوة، تقول: “مستحيل أن ألومه، حتى بنظرة عتاب واحدة، أنا ووالده مستعدان لدعمه حتى آخر لحظة”، وتضيف: “إذا لم يكتب له النجاح هذه المرة، سيعيد المحاولة، ونحن سنكون بجانبه”.
دعوة لتحليل الأسباب
أكد أحد معلمي اللغة العربية في ريف إدلب أن “تدني نسب النجاح إلى 40% بعد صدور نتائج امتحانات الثانوية العامة يجب أن يدفع الجهات المعنية إلى دراسة الواقع التعليمي بعمق للوقوف على أسباب تدهور التعليم في مناطقنا والبحث عن حلول حقيقية للنهوض به”.
تأثير تهميش العملية التعليمية
في حين أرجع عدد من أهالي الطلاب تردي الواقع التعليمي إلى تهميش العملية التعليمية في إدلب ومحاربة المعلم في معيشته، مما جعله يبحث عن عمل إضافي بجانب عمله الأساسي، وهذا أثر على أدائه في المدارس بشكل عام.
قبول طلبات الاعتراض
وفي هذا السياق، أعلنت مديرية التربية والتعليم في إدلب بدء قبول طلبات الاعتراض على نتائج امتحانات الثانوية العامة في جميع الفروع خلال يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الجاري، وأشارت إلى أن للطلاب الحق في الاعتراض على أي مادة مقابل رسوم قدرها 150 ليرة تركية عن كل مادة، مع إمكانية استرداد الرسوم في حال قبول الاعتراض.