المواجهات العشائرية.. أزمة مستمرة تثير غضب أهالي الرقة

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

شهدت مدينة الرقة شرق سوريا مؤخراً موجة جديدة من الاقتتال العشائري، مما أثار موجة من الغضب والانتقادات الواسعة بين السكان المحليين.

وقد أدت هذه الاشتباكات إلى سقوط قتلى وجرحى، فضلاً عن حرق منازل، في مشهد وصفه البعض بأنه “فوضى لم نرَ مثلها من قبل”.

وفي ظل غياب سلطة مركزية قوية في المنطقة، أصبحت هذه الاقتتالات العشائرية ظاهرة متكررة، حيث يتم حلها عادةً عبر اجتماعات ما يسمى بـ “شيوخ العشائر” ودفع الديات، لكن هذه الحلول المؤقتة لم تنجح في وضع حد نهائي للعنف المتكرر.

وعبّر العديد من أهالي الرقة عن استيائهم من الوضع الراهن. فقد علق أحدهم قائلاً: “أصبحت أخبار الاقتتالات العشائرية مثل أي خبر عابر نراه على مواقع التواصل”، مشيراً إلى تطبيع العنف في المجتمع، بحسب رأيه.

وأشار آخرون إلى أن الخاسر الوحيد في هذه النزاعات هم أهالي وأبناء القتلى، مؤكدين أن المال لن يعيد لهم أبناءهم.

كما وصف البعض الوضع بقولهم إن “ثمن الرجل في الرقة رصاصة”، في إشارة إلى انعدام قيمة الحياة البشرية، حسب تعبيرهم.

وتعددت الآراء حول أسباب هذه الظاهرة والحلول الممكنة لها، فبينما يرى البعض أن المسؤولية تقع على عاتق الأهل من حيث التربية أولاً، يطالب آخرون بفرض عقوبات أكثر صرامة من الدية، وإنشاء سجون ذات أشغال شاقة لردع الجناة.

كما دعا بعض الأهالي إلى سحب السلاح غير المرخص، معتبرين ذلك خطوة أساسية لوقف العنف.

وحذّر آخرون من خطورة العودة إلى “زمن القبلية والتأجيج” الذي من شأنه أن يزيد الوضع سوءًا.

وفي ظل هذا الوضع المتأزم، عبر العديد من سكان الرقة عن قلقهم من تدهور القيم والأخلاق والدين في المجتمع، مطالبين بحلول جذرية لوقف هذا النزيف المستمر.

وقال الناشط أبو عبد الله الحسكاوي لمنصة SY24، إنه “بين فترة وأخرى نلاحظ تصاعد وتيرة الاقتتال العشائري لأسباب سطحية جدا، ولكن للأسف ينتج عن ذلك سقوط ضحايا ومصابين وأضرارا مادية كبيرة، وسط انعدام الحلول لإيقاف هذا الأمر الذي بات ظاهرة عامة”.

وأنذر الحسكاوي من تبعات وتداعيات هذه الظاهرة في حال استمرارها في قادمات الأيام، حسب تعبيره.

وقبل عدة أشهر، انتشرت على عدد من جدران مدينة الرقة رسائل توعوية تحمل عنوان “لا للاقتتال العشائري”، في خطوة رمزية تعكس رفضهم القاطع لهذه الظاهرة التي تولد العنف والكراهية، بحسب أبناء المنطقة.

ولاقت تلك الرسائل الجدارية ترحيبا واسعا من قبل سكان الرقة، حيث أكدوا على ضرورة أن تتكاتف العشائر وتعمل معًا لبناء مستقبل أفضل لمدينتهم، رافضين في ذات الوقت الانجرار وراء خطاب الفتنة والتحريض الذي يُبث عبر بعض مجموعات “الواتساب”، وفق كلامهم.

مقالات ذات صلة