تباينت الآراء حول جودة التعليم في المناطق الشرقية من سوريا، حيث يرى البعض أنها تعاني من أوجه قصور، بينما يرى آخرون أنها حققت بعض الإنجازات.
وأجمعت مصادر متطابقة على أنه لا يمكن الجزم بـ “نجاح” العملية التعليمية في مناطق سيطرة قسد بشكل مطلق، وذلك لعدة أسباب، منها: النزوح، الدمار، النقص في الموارد، وتعدد المناهج التعليمية.
وقال مصدر خاص من سكان منطقة دير الزور لمنصة SY24، إن “العملية التعليمية في مناطق قسد تشهد نجاحاً في جوانب محددة مثل زيادة الالتحاق بالمدارس أو تحسين البنية التحتية لبعض المدارس، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة نجاحًا شاملاً للعملية التعليمية”.
ورأى مصدرنا أن التحديات التي يجب معالجتها لتحقيق نجاح أكبر في مجال التعليم في مناطق قسد، ومنها توحيد المناهج، لافتا إلى أن وجود مناهج متعددة يزيد من صعوبة تقييم الطلاب وانتقالهم بين المدارس.
وأكد على أنه لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من المعلمين المؤهلين، خاصة في المواد العلمية، إضافة إلى ضرورة توفير بيئة تعليمية آمنة وخالية من العنف والصراعات، ما يساهم في نجاح العملية التعليمية.
وذكر بعض سكان المنطقة، أن قطاع التعليم في مناطق “الإدارة الذاتية” يحتاج إلى دعم مالي مستدام لتغطية جميع احتياجاته، وفق ما نقل مصدرنا الخاص عنهم.
وأفاد مصدرنا بأن تقييم نجاح العملية التعليمية في مناطق سيطرة قسد يتطلب تحليلًا شاملاً يأخذ في الاعتبار العديد من العوامل، ويقارن بين الوضع الحالي والوضع السابق، ويضع في الاعتبار التحديات المستقبلية.
مصدر خاص من مناطق سيطرة قسد شرق سوريا، سلّط الضوء في حديثه لمنصة SY24، على تكاليف الدراسة وأعبائها على الأهالي في تلك المناطق.
وأوضح أن تكاليف الدراسة في مناطق سيطرة قسد تتفاوت حسب المنطقة والمؤسسة التعليمية، ولكن بشكل عام، هناك ارتفاع في التكاليف مقارنة بالأعوام السابقة، حسب تقديراته.
ويتحمل الأهالي أعباء إضافية تتمثل في شراء الكتب والمستلزمات المدرسية، بالإضافة إلى تكاليف المواصلات في بعض الحالات، وهذا ما لفتت الانتباه إليه منصة SY24، في تقارير سابقة متطابقة.
إلى ذلك، تواجه العديد من العائلات صعوبات اقتصادية تؤثر على قدرتها على توفير الاحتياجات التعليمية لأبنائهم.
وفي السياق، يعاني قطاع التعليم في مناطق سيطرة قسد من نقص في الكوادر التعليمية المؤهلة، خاصة في بعض التخصصات. كما أدت الأوضاع الأمنية والاقتصادية إلى هجرة بعض المعلمين، في حين تبذل الجهات المعنية والمنظمات والبرامج الدولية جهودًا لتأهيل المعلمين وتدريبهم على طرق التدريس الحديثة، حسب مصادرنا.
وتتعالى أصوات الأهالي مطالبة المنظمات الإنسانية بالتركيز على ترميم البنية التحتية للمدارس، معتبرين أن ذلك خطوة أساسية لضمان بيئة تعليمية مناسبة للطلاب، مع التركيز على عدم إهمال جوانب أخرى مهمة للعملية التعليمية، مثل: توفير الكتب والمستلزمات المدرسية، تأهيل المعلمين، تقديم الدعم النفسي للطلاب.
بالمقابل، طالب ناشطون من أبناء المنطقة الشرقية الجهات المسؤولة والمنظمات ذات الصلة بقطاع التعليم، التركيز على دعم التعليم في مخيمات المنطقة شرق سوريا، حيث يعيش في هذه المخيمات عدد كبير من النازحين الذين حرموا من التعليم.
ولفتت مصادرنا الخاصة إلى أن المخيمات وخاصة مخيمات منطقة الحسكة وريفها تؤوي عدداً كبيراً من النازحين، مما يجعل توفير الخدمات التعليمية لهم أولوية، إضافة إلى أنهم يعانون من ظروف معيشية صعبة، مما يؤثر على قدرتهم على الحصول على التعليم.
ووسط كل ذلك، يرى سكان المنطقة أن تحسين الواقع التعليمي في هذه المناطق يتطلب جهوداً متكاملة من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك السلطات المحلية والمنظمات الدولية والمجتمع المدني، مؤكدين أن الهدف الأسمى هو ضمان حق التعليم لجميع الأطفال والشباب، باعتباره ركيزة أساسية لبناء مستقبل أفضل وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.