تشهد محافظة دير الزور شرقي سوريا تصعيداً عسكرياً كبيراً، بدأ بشن ما يسمى “جيش العشائر” هجوماً واسع النطاق على مواقع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في ريف المحافظة الشرقي.
وأفاد مصدر خاص لمنصة SY24، أن ما يسمى بـ “جيش العشائر” سيطر على عدة مواقع تابعة لـ “قسد” في المنطقة، عقب هجوم شهد تبادل الطرفان للقصف مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين.
وفي ظل هذا التصعيد، أعلنت الإدارة الذاتية في دير الزور فرض حظر للتجول، بينما فرضت “قسد” حصاراً على مناطق سيطرة النظام في مدينتي الحسكة والقامشلي رداً على هجوم “جيش العشائر” الذي انطلق من مناطق سيطرة النظام السوري.
وأفاد مصدر خاص لمنصة SY24 بأن قوات “قسد” أغلقت كافة المعابر التجارية والمدنية اعتباراً من اليوم وحتى إشعار آخر نظراً للتطورات الأمنية في مناطق سيطرتها شمال شرق سوريا.
وأكد المصدر أن الأنباء التي تتحدث عن قصف “قسد” لمناطق الكشكية وغرانيج في منطقة الشعيطات بشرقي دير الزور غير صحيحة.
وفي تطور آخر، أرسلت قوات التحالف الدولي تعزيزات عسكرية إلى حقل العمر النفطي، تزامناً مع وصول رتل عسكري لقوات “قسد” يضم همرات عسكرية ومدرعات إلى مناطق مختلفة في ريف دير الزور الشرقي.
وعلى الرغم من سيطرة “قسد” على معظم مناطق ريف دير الزور الشرقي، فإن بعض القرى خرجت عن السيطرة بسبب وجود عناصر تابعة لـ”جيش العشائر” داخلها، في حين أرسلت قسد رتلاً عسكرياً يضم مركبات ومدرعات إلى مناطق مختلفة في ريف دير الزور الشرقي.
وأشار المصدر الخاص إلى أن طيران التحالف الدولي استهدف مواقع “جيش العشائر” على ضفة نهر الفرات.
وعقب ساعات طويلة من المواجهات بين قسد و”جيش العشائر”، شهدت مناطق أخرى مثل جديد عكيدات وجديد بكارة وهجين بريف دير الزور حالة من الاستقرار النسبي، بالتزامن مع استمرار بعض المناوشات في مناطق العزبة ومعيزيلة، إضافة إلى محاولات لزعزعة الاستقرار في مناطق الشعيطات.
ووفقاً لآخر الإحصائيات، بلغت خسائر “جيش العشائر” 10 قتلى و30 جريحاً، مع نقل معظم الجرحى إلى مناطق سيطرة النظام السوري لتلقي العلاج، حسب مصادر خاصة من المنطقة.
وفي السياق، حمّلت قسد النظام السوري المسؤولية عن الهجوم، واصفة إياه بـ”الغادر والجبان”، كما حذرت من تطور الأوضاع الأمنية، داعية القوى السياسية والوطنية لإدانة ما وصفها بـ”الأعمال الإجرامية للنظام السوري وأجهزته”.
ويأتي هذا التصعيد في ظل مخاوف من تأثيره على جهود مكافحة تنظيم “داعش” في المنطقة، حيث اعتبرت قسد أن هذه الأعمال “تسهم في تعزيز قدرات التنظيم الإرهابي وتكثيف نشاطه”.
ويُعد الهجوم الذي نفذته قوات عشائرية ضد مواقع “قسد” في محافظة دير الزور، هو الأوسع والأكبر منذ بداية المواجهات المسلحة بين مقاتلي العشائر و”قسد” في أيلول/سبتمبر 2023.