لم تمنعها أمومتها المبكرة وزواجها في عمر صغير من العودة إلى مقاعد الدراسة بعد انقطاع دام إحدى عشر عاماً، ساعيةً لتحقيق حلمها في إكمال دراستها ونجاحها في الشهادة الثانوية بمعدل جيد جداً هذا العام.
تقول الشابة سماح الرج (27 عاماً) إنها “فخورة بنفسها، لقد قطعت شوطاً طويلاً في طريق حلمها رغم الصعوبات والتحديات التي واجهتها خلال عودتها إلى الدراسة”.
“سماح” ، ابنة مدينة حلب المهجرة إلى ريف إدلب الشمالي، أم لثلاثة أطفال، تقاسمت معهم الكتب المدرسية وساعدتهم في امتحاناتهم، وكانت تنهي واجباتهم اليومية ثم تتفرغ لدراستها، تخبرنا أن عودتها إلى الدراسة كان أكبر تحدٍ بالنسبة لها بعد زواجها وانقطاعها عن التعليم لمدة 11 عاماً، ليبقى حلم التعليم هاجساً سعت جاهدة لتحقيقه والتغلب عليه.
تروي الشابة في حديثها لنا أنها قبل عامين توجهت لحفظ القرآن الكريم، وخلال مدة قصيرة أتمت حفظه كاملاً، ما جعلها تتأكد من قدراتها على الحفظ والاستيعاب، وشجعها على التفكير بالدراسة مجدداً.
تقول إنها تفرغت لدراسة الشهادة الإعدادية بعد تشجيع من زوجها وعائلتها وحتى أطفالها، ونجحت بجدارة وكسرت حاجز الخوف والتردد الذي رافقها طيلة فترة انقطاعها عن التعليم، فقد كانت تواجه طموحاتها بتأجيل مستمر إلى أن حان وقت الدراسة والعمل، ولم تتخلَ يوماً عن حلمها في متابعة تعليمها، لاسيما أنها كانت من المتفوقات في المدرسة.
هذه الخطوة دفعتها لإكمال دراسة البكالوريا رغم مسؤولياتها المتعددة من الاهتمام بأطفالها وعائلتها وأعمال المنزل اليومية، إلا أن إصرارها على النجاح والتفوق جعلها تتغلب على جميع تلك العوائق.
سماح واحدة من النساء السوريات اللواتي أثبتن قدرتهنّ على النجاح والإبداع وتحدي الظروف السيئة التي واجهتهن خلال سنوات الحرب الماضية، لم يركنّ إلى ظروفهنّ القاسية، بل جعلنّ منها دافعاً للبدء من جديد وتحقيق النجاح في أي مجال كان.