تشهد مدينة الرقة، كغيرها من مدن شرق سوريا، ارتفاعاً حاداً في الأسعار، مما ألقى بظلاله الكثيفة على حياة المواطنين.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يبرز ملف العمال كأحد أبرز القضايا التي تثير الجدل والاستياء، حيث يشتكي العمال من ثبات أجورهم في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، الأمر الذي دفعهم للتعبير عن غضبهم واستيائهم من هذه السياسة التي يرونها ظالمة وغير عادلة.
وتتعدد الشكاوى التي يطلقها العمال في الرقة، حيث يشتكي العمال من ثبات أجورهم اليومية عند مستوى 50 ألف ليرة سورية، في حين ارتفعت أسعار السلع والخدمات بشكل كبير.
ويرى عمال اليومية أن الأجور الحالية لا تكفي لتغطية احتياجاتهم الأساسية من غذاء وملبس وسكن، خاصة مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات.
كما شعر العمال بأن أرباب العمل يستغلونهم، حيث يفرضون عليهم ساعات عمل طويلة مقابل أجر زهيد، ولا يوفرون لهم أي نوع من الحماية الاجتماعية.
وأعرب عمال اليومية عن استغرابهم من ارتفاع أرباح أصحاب العمل والتجار، في حين تبقى أجورهم ثابتة، معتبرين ذلك ظلمًا واستغلالًا صريحًا، بحسب ما نقل عنهم عدد من أبناء المنطقة الشرقية.
واعتبر بعض العمال أن هناك تحالفًا بين أصحاب العمل والمؤجرين للمنازل على سبيل المثال، حيث يتفقون على رفع الإيجارات في الوقت الذي تبقى فيه الأجور ثابتة.
وأثارت شكاوى العمال ردود أفعال واسعة النطاق بين الأهالي، الذين عبروا عن تضامنهم مع العمال، ونددوا بممارسات أرباب العمل.
وطالب الأهالي بضرورة زيادة الأجور بشكل يتناسب مع ارتفاع الأسعار، مؤكدين أن العمال هم الأكثر تضررًا من الغلاء.
وناشد الأهالي أرباب العمل بالتفكير في ظروف العمال الصعبة، وتقديم مساعدات لهم للتخفيف من معاناتهم، منددين بممارسات الاستغلال التي يتعرض لها العمال، واعتبروها مخالفة للأخلاق والقيم الإنسانية.
وأنذر كثيرون من سكان المنطقة من أن انخفاض الأجور وعدم قدرة العمال على تأمين احتياجاتهم الأساسية، قد يؤدي إلى زيادة معدلات الفقر وتفاقم الأوضاع الاجتماعية وزيادة معدلات الجريمة والعنف، كما قد يدفع ذلك الأمر بعض العمال إلى الهجرة بحثًا عن فرص عمل أفضل.
وأجمع القاطنون في المنطقة الشرقية على أن قضية عمال اليومية في الرقة تعتبر من القضايا الملحة التي تستدعي التدخل العاجل من قبل الجهات المعنية، فمن الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة لرفع الأجور وتحسين ظروف العمل وضمان حماية حقوق العمال. كما يجب على المجتمع ككل أن يتكاتف لمساعدة العمال وتخفيف معاناتهم، وفق وجهة نظرهم.
وبين فترة وأخرى يسلط أبناء المنطقة الشرقية الضوء على واقع عمال اليومية شرق سوريا، واصفين بأنه واقع صعب ومأساوي، حيث يتعرضون لاستغلال أصحاب العمل وعدم تأمين الحد الأدنى من الحقوق والحماية الاجتماعية لهم، بحسب تأكيدهم.