في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشمال السوري، ووسط قلة فرص العمل وارتفاع تكاليف المعيشة، تتجه أنظار الشباب نحو البحث عن بدائل تتيح لهم تحقيق دخل مادي مستدام، في هذا السياق، يبرز العمل عبر الإنترنت كخيار واعد، حيث يشهد انتشاراً متزايداً بين الشباب الذين يسعون إلى تأمين مستقبلهم المعيشي.
الشاب “عبد الرحمن شواخ” رأى في العمل عن بعد فرصة حقيقية لمساعدة الشباب على تخطي هذه التحديات، بصفته مدرباً في ثقافة العمل عن بعد، عمل الشواخ على تدريب مجموعة من الشباب على مدار ثلاثة أشهر، مقدماً لهم الأدوات والمهارات اللازمة للعمل في الفضاء الإلكتروني، وكان التدريب مخصصاً لعدة مجالات تشمل التداول الإلكتروني، CPA (التسويق عبر الدفع لكل إجراء)، والفريلانسر (العمل الحر).
يقول الشواخ في حديثه إلينا: إن “الهدف من هذه التدريبات هو تمكين الشباب من استثمار مهاراتهم واهتماماتهم في مجالات تعزز قدرتهم على تحقيق دخل مادي مستدام، باستخدام الإنترنت كمنصة للعمل.”
خلال فترة التدريب، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات صغيرة، كل مجموعة تركز على مجال معين يتناسب مع اهتماماتهم وقدراتهم، وبالنسبة للشباب الذين يمتلكون خلفية تقنية، كان التداول الإلكتروني خياراً جذاباً، حيث تعلموا كيفية قراءة الأسواق المالية واتخاذ قرارات استثمارية ذكية.
في المقابل، اختار البعض الآخر مجال CPA، الذي يعتمد على التسويق الإلكتروني، تعلم هؤلاء الشباب كيفية بناء حملات إعلانية تستهدف فئات محددة من الجمهور، بهدف تحقيق أرباح من خلال الدفع مقابل الإجراءات التي يقوم بها العملاء، أما المجموعة الثالثة فقد توجهت إلى الفريلانسر، حيث حصلوا على تدريبات مكثفة في مجالات مثل التصميم الجرافيكي، الكتابة، الترجمة، وتطوير المواقع الإلكترونية.
رغم الصعوبات التي يواجهها الشمال السوري، خصوصاً فيما يتعلق بالبنية التحتية إلا أن الشباب المدربون على يد الشواخ نجحوا في استخدام الإنترنت كنافذة للخروج من الأزمة، مع اعتمادهم على أدوات التكنولوجيا الحديثة والتواصل عبر الإنترنت، تمكنوا من الوصول إلى أسواق جديدة خارج حدود المنطقة، ما أتاح لهم فرصاً أكبر لتحقيق الربح.
أحد المتدربين في مجال التداول الإلكتروني، يشارك تجربته قائلاً: “لم أكن أتخيل أنني سأتمكن من كسب المال من خلال الإنترنت. التدريب فتح لي آفاقاً جديدة، والآن أعمل مع منصات عالمية في مجال التداول”.
ختاماً، يشير “الشواخ” إلى أن النجاح الذي حققه هؤلاء الشباب هو بداية الطريق نحو تحسين أوضاعهم الاقتصادية، ومع استمرار التدريب والدعم، يمكن للشباب في الشمال السوري بناء مستقبل أفضل لأنفسهم وعائلاتهم، بعيداً عن التحديات الاقتصادية التي تعصف بالمنطقة، إذ يمثل العمل عبر الإنترنت في بيئة آمنة فرصة حقيقية للشباب السوريين في الشمال للتغلب على الظروف الصعبة والعيش بكرامة.