شهدت مدينة الرقة شرق سوريا مؤخراً حدثاً لافتاً، تمثل في مشاركة مجموعة من السيدات العائدات من مخيم الهول في مبادرة تطوعية شبابية لتنظيف سرير نهر الفرات.
هذه المبادرة جاءت ضمن إطار حملة أوسع للنظافة أطلقتها بلدية الشعب في الرقة بالتعاون مع منظمات المجتمع المحلي، حسب بيان صادر عن البلدية.
وفي التفاصيل، أطلقت بلدية الشعب في الرقة حملة نظافة تحت شعار “معاً لنظافة مدينتنا” في 7 آب/أغسطس الجاري، حيث تستمر الحملة لمدة 15 يوماً، مستهدفة المكبات العشوائية في شوارع وأحياء المدينة.
وحسب بلدية الشعب، ركزت الحملة في يومها الرابع على تنظيف سرير نهر الفرات، الأمر الذي لاقى ترحيباً واسعاً من سكان المنطقة.
وفي السياق، شاركت مجموعة من السيدات الخارجات من مخيم الهول في الحملة، حيث تعاونت هؤلاء السيدات مع فريق منظمة “يم للسلام والتنمية”.
وتركز جهود العائدات من مخيم الهول والمشاركات في الحملة، على إزالة القمامة والأوساخ من سرير النهر، والتي يلقيها بعض مرتادي النهر.
وتهدف المبادرة التطوعية بشكل عام إلى: تحسين البيئة المحلية وتنظيف نهر الفرات، رفع مستوى الوعي البيئي بين السكان المحليين، تعزيز روح التطوع والعمل الجماعي في المجتمع، دمج العائدات من مخيم الهول في المجتمع المحلي من خلال العمل التطوعي.
وشاركت في الحملة عدة منظمات محلية عاملة في مدينة الرقة، إذ تم التنسيق بين بلدية الشعب والمنظمات المحلية لتنفيذ الحملة.
وتعتبر هذه المبادرة خطوة هامة نحو إعادة تأهيل البيئة في مدينة الرقة وتعزيز التماسك الاجتماعي، كما أنها تسلط الضوء على أهمية دمج العائدين من مخيم الهول في المجتمع، وتوفير فرص لهم للمساهمة بشكل إيجابي في تنمية مجتمعهم المحلي.
ورأى أبناء المنطقة أن هذه الحملة تعد نموذجاً للعمل التطوعي الشبابي الهادف، والذي يجمع بين تحسين البيئة المحلية وتعزيز الروابط الاجتماعية في مجتمع يسعى للتعافي من آثار الصراع، حسب تعبيرهم.
وقبل عدة أسابيع، أطلقت مجموعة من المنظمات في شرق سوريا مبادرة “منكم وفيكم” مطلع شهر تموز/يوليو الجاري، تهدف إلى دعم ودمج النساء العائدات من مخيم الهول في المجتمع المحلي بريف دير الزور شرق سوريا.
وتشارك في هذه المبادرة عدة منظمات، منها منظمة طيف الإنسانية، منظمة ساهم للتعاون والتنمية، منظمة جيان، شباب تفاؤل، زورنا، تنمية بلا حدود، البركة، معاً لأجل النسوية، ومنظمة أصوات السلام.
وبدأت منصة SY24 منذ عدة أسابيع بتسليط الضوء على أوضاع العائدات من مخيم الهول، من خلال نشر التقارير والمنشورات على منصات التواصل الاجتماعي تحت عنوان “العائدات إلى الحياة”.