يعاني “مصطفى” من أضرار دائمة تلحق بسيارته نتيجة الطرقات المحفرة والمتضررة بشكل شبه كامل في بلدته والبلدات الأخرى التي يضطر إلى المرور بها كل يوم للذهاب إلى عمله في مدينة إدلب.
“مصطفى”، 35 عاماً، أب لأربعة أطفال، يقيم في قرية كفرحايا جنوبي إدلب، اعتاد على تصليح سيارته كل عدة أيام نتيجة تضررها بسبب طرقات بلدته التي باتت أشبه بالطرق الترابية المليئة بالحفر والغبار.
يقول: “أضطر أن أخرج من منزلي قبل ساعة ونصف من بدء عملي، لأمشي ببطء شديد، خوفاً من تعطل سيارتي الذي بات أمراً محتوماً كل فترة قصيرة”.
ينقل “مصطفى” سيارته إلى يمين الطريق ويساره، محاولاً تجنب الحفر الكبيرة ليبقي سيارته تعمل حتى يصل إلى مكان عمله.
يقول: “يقف قلبي عندما أصادف سيارة أخرى أو دراجة نارية، مما يجبرني على السقوط في إحدى الحفر، أو أضطر للخروج عن الطريق بسبب ضيقه”.
تشهد معظم بلدات جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي أضراراً كبيرة في البنى التحتية والطرقات بشكل عام، خاصةً الطرق الفرعية، وذلك نتيجة القصف والاشتباكات التي تعرضت لها المنطقة منذ أكثر من عشر سنوات.
“أم أحمد”، سيدة في الأربعين من عمرها وأم لستة أطفال، تقيم في قرية بزابور جنوبي إدلب. تقول إن الطرق الفرعية في البلدة صارت أشبه بالطرق الترابية بسبب كثرة الحفر فيها، وتشير إلى أن البلدية لم تعمل على تزفيتها منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وزادت الأمور سوءاً بسبب كثرة القصف الذي تعرضت له البلدة خلال السنوات الماضية.
تضطر “أم أحمد” لغسيل ملابس أطفالها كل يوم بعد عودتهم من المدرسة، تقول: “الغبار في الصيف، وبحيرات الماء والطين في الشتاء”.
تزايدت شكاوى أهالي المنطقة، مطالبين المجالس المحلية لبلداتهم بإجراءات إصلاحية مستعجلة للتخلص من صعوبة السير على هذه الطرقات.
“أبو عبد الله”، رجل في الستين من عمره، يقيم في قرية بزابور جنوبي إدلب، قدم عدة مرات طلباً جماعياً من أهالي القرية لرئيس المجلس المحلي لتزفيت هذه الطرقات أو ترقيع حفرها، لكن الإجابة كانت دائماً غامضة، يقول: “الوعود كثيرة، لكن لا شيء ملموس على أرض الواقع”.
تتزايد معاناة الأهالي في أغلب المناطق التي تعرضت للقصف نتيجة الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية فيها، ورغم مطالباتهم المستمرة، تبقى إجابات الجهات المعنية غامضة، دون وجود أي عمل ملموس على أرض الواقع.