تشهد مدينة الرقة شرق سوريا حالة من الغضب والاستياء بين الأهالي، إثر قيام السلطات المحلية بإزالة عدد من البسطات الصغيرة على أرصفة بعض الشوارع الرئيسية.
وقد أثارت هذه الخطوة جدلاً واسعًا حول مصير أصحاب هذه البسطات وتأثير ذلك على معيشتهم، حسب عدد من سكان المنطقة.
وفي التفاصيل، قامت الجهات المعنية بإزالة بعض البسطات التي تبيع القهوة والشاي والدخان على أرصفة الشوارع الرئيسية، في حين ذكر غاضبون أن هذه البسطات البسيطة كانت مصدر رزق لعديد من العائلات، حيث يعمل أصحابها بشكل علني لكسب قوت يومهم، وفق تعبيرهم.
وعبر العديد من سكان الرقة عن استيائهم من هذا القرار، معتبرين أنه يضيق على أرزاق الناس.
وقد تباينت الآراء حول هذه المسألة، حيث أبدى بعض الأهالي تعاطفهم مع الفقراء وأصحاب البسطات، مؤكدين على صعوبة الظروف المعيشية وارتفاع الأسعار.
وانتقد البعض التركيز على البسطات الصغيرة، في حين أن بعض أصحاب المحلات يستغلون مساحات أكبر من الأرصفة دون محاسبة.
وطالب عدد من الأهالي بتخصيص ساحات في مواقع مختلفة بالمدينة لعرض البسطات، بدلاً من منعها بشكل كامل.
بالمقابل، حذر البعض من أن هذه الإجراءات قد تدفع بعض الأشخاص نحو أنشطة غير مشروعة كالمخدرات أو الدعارة للحصول على الدخل، بحسب رأيهم.
ولفت الأهالي إلى ارتفاع معدلات البطالة وصعوبة الحصول على فرص عمل بديلة، مشيرين إلى معاناة السكان من غلاء المعيشة وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وسط المخاوف من زيادة انتشار المخدرات، خاصة بين فئة الشباب.
كما شكا البعض من انتشار الفساد والمحسوبية في التعامل مع قضايا الباعة والأرصفة، مطالبين في ذات الوقت الجهات المختصة بتخصيص ساحات محددة لعرض البسطات في مواقع مختلفة بالمدينة.
كما تعالت الأصوات من عدد من أبناء المدينة للنظر في كل حالة على حدة، خاصة للبسطات التي لا تسبب إزعاجًا للمارة أو حركة السير، إلى جانب ضرورة إيجاد حلول اقتصادية وفرص عمل للمتضررين من هذه الإجراءات.
وتعكس قضية البسطات في الرقة تحديات اقتصادية واجتماعية أعمق تواجه المدينة، في حين يبقى التحدي الأكبر هو إيجاد توازن بين تنظيم الشوارع والحفاظ على مصادر رزق المواطنين في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، حسب سكان المدينة وعدد من الرافضين بالتسبب بأي أذى اقتصادي ومعيشي لأصحاب البسطات.