شهدت مدينة الرقة شرق سوريا ظاهرة لافتة للنظر في الأيام الأخيرة، حيث انتشرت ملصقات ساخرة تستهدف تنظيم داعش، مسلطة الضوء على الوعود الكاذبة التي يقدمها التنظيم للشباب بهدف استقطابهم.
وظهرت هذه الملصقات في عدة أحياء بالمدينة، وحملت رسائل تهكمية تحاكي أسلوب الإعلانات التجارية.
أحد هذه الملصقات جاء فيه: “إعلان مجاني، هيا يا أخي انضم إلى تنظيم الدولة، منزلك الجديد جاهز، غرفة في كهف مهجور، حقك محفوظ، شهر بتقبض أنت، وعشرة أشهر نقبض إحنا”.
وأثارت هذه الحملة غير المسبوقة ردود فعل متباينة بين السكان المحليين. فمن جهة، عبر العديد من الأهالي عن دعمهم لهذه المبادرة، معتبرين إياها وسيلة فعالة لفضح ممارسات داعش وتحذير الشباب من الانخداع بدعاياته.
وقال أحد السكان “هذه الملصقات تعكس الحقيقة المرة التي عشناها تحت حكم داعش، إنها تذكير قوي لشبابنا بأن وعود التنظيم ليست سوى أوهام”.
من جانب آخر، أبدى بعض السكان قلقهم من احتمال رد فعل عنيف من قبل خلايا داعش النائمة التي قد تكون ما زالت موجودة في المنطقة، وفق تعبيرهم.
ورأى الناشط السياسي عبد المنعم المنبجاوي، ابن المنطقة الشرقية في حديثه لمنصة SY24، أن “هذه التطورات تأتي في وقت تسعى فيه مدينة الرقة، التي كانت تعتبر في وقت من الأوقات (عاصمة) لتنظيم داعش في سوريا، إلى التعافي من آثار حكم التنظيم المدمر”.
وأضاف “وتشير هذه الحملات الشعبية إلى رغبة قوية لدى السكان في مواجهة إرث التطرف والعنف، واستعادة الحياة الطبيعية في مدينتهم”.
وفي سياق متصل، انتشرت تعليقات غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي تندد بجرائم داعش، ومن هذه التعليقات ما جاء فيه: “لعنكم الله تنظيم الكفر وهجم الدولة وتشرد النساء والأطفال وكبار السن وهدم البنية التحتية لعنكم الله داعش ومن لفاكم”، ما يعكس حجم الغضب والمرارة التي ما زال يشعر بها سكان المنطقة تجاه التنظيم وخلاياه.
