أطلق ناشطون في سوريا حملة جديدة تحت عنوان “العلم نور”، بهدف تسليط الضوء على أهمية التعليم ومخاطر التسرب المدرسي، خاصةً في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها الأطفال في مناطق مختلفة من البلاد.
تهدف الحملة إلى رفع الوعي بين الأهالي والأطفال بأهمية استمرارهم في العملية التعليمية، وتستهدف بشكل خاص الأطفال المتسربين من المدارس والمقيمين في المخيمات، بالإضافة إلى الأطفال العائدين من مخيم الهول.
وتسعى الحملة إلى التركيز على المناطق التي تضررت بشكل كبير جراء الصراع المستمر، حيث يواجه الأطفال تحديات كبيرة تحول دون حصولهم على التعليم الجيد.
ويقول منظمو الحملة إن “التعليم هو المفتاح لتحقيق التنمية والازدهار، وأن إهماله يعرض الأجيال القادمة لمخاطر جمة منها الجهل والبطالة والانحراف”، وسط دعوة عامة إلى دعم هذه الحملة والمساهمة في نشر رسالتها لضمان مستقبل أفضل لأطفال سوريا.
ورصدت منصة SY24 قصص نجاح عديدة خلال الفترة الأخيرة لأشخاص منقطعين عن التعليم منذ سنوات بسبب ظروف الحرب والنزوح والتهجير وأحيانا الزواج المبكر متحدين الواقع الصعب طارقين باب للعلم للخلاص منه وتحقيق النجاح والبدء بمرحلة جديدة رغم الصعوبات.
“سماح” واحدة منهم، شابة عشرينية مهجرة من حلب إلى ريف إدلب الشمالي وأم لثلاثة أطفال، تقاسمت معهم الكتب المدرسية وساعدتهم في امتحاناتهم، وكانت تنهي واجباتهم اليومية ثم تتفرغ لدراستها، تخبرنا أن عودتها إلى الدراسة كانت أكبر تحدٍ بالنسبة لها بعد زواجها وانقطاعها عن التعليم لمدة 11 عاماً، ليبقى حلم التعليم هاجساً سعت جاهدة لتحقيقه والتغلب عليه.
تروي الشابة في حديثها لنا أنها حققت حلمها بالإصرار والتحدي وبذل وجهد مضاعف لتوفق بين مسؤولياتها في المنزل و أمومتها وبين دراستها إلا أن حققت حلمها ونجحت بتفوق في الشهادة الثانوية هذا العام بمعدل جيد.
كذلك بذلت المعلمة خديجة في عفرين جهداً ذاتياً لتعليم الأطفال في أحد المخيمات حيث أطلقت مبادرة فردية لتعليم الأطفال القاطنين بعيداً عن المدارس ويصعب الوصول إليها، إذ يعد التعليم حق أساسي لكل طفل، وضرورة ملحة يجب أن تتكاتف الجهود لتحقيقها.
وتأتي هذه الحملة في إطار الجهود المتواصلة التي يبذلها الناشطون والمجتمع المدني لدعم العملية التعليمية في سوريا، وتوفير الفرص التعليمية للأطفال الأكثر حاجةً.
وتحظى الحملة باهتمام كبير من قبل المجتمع المحلي وعدد من المنظمات المحلية التي تشارك في توفير الموارد والمعدات التعليمية وتدريب المعلمين وتهيئة بيئة تعليمية ملائمة للأطفال.