تشهد مدينة الرقة شرق سوريا أزمة اقتصادية حادة تلقي بظلالها الثقيلة على حياة المواطنين، وخاصة عمال اليومية الذين يعانون من شح فرص العمل وتدني الأجور في ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وعبّر العديد من العمال عن استيائهم من الوضع الراهن، إذ يقول أحد العمال: “أجرتي اليومية لا تتجاوز 5 دولارات، أي ما يعادل 75 ألف ليرة سورية، وهذا المبلغ لا يكفي لشراء الاحتياجات الأساسية من الخضروات والمواد الغذائية”.
وأضاف عامل اليومية متسائلاً “كيف يمكننا العيش في ظل هذه الظروف؟”، في إشارة إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تلقي بظلالها السلبية على حياتهم المعيشية بشكل يومي.
ولفت العامل الانتباه إلى أن أسعار المواد الغذائية الأساسية قد ارتفعت بشكل كبير، حيث وصل سعر كيلو البندورة والخيار إلى 15 ألف ليرة سورية لكل منهما، بينما بلغ سعر كيلو الأرز 15 ألف ليرة أيضاً.
وأكد على أن هذه الأسعار لا تشمل اللحوم والدجاج، ناهيك عن المصروفات غير المتوقعة كالأمراض والطوارئ، حسب تعبيره.
وفي المقابل، يرى بعض أصحاب العمل أن الوضع الاقتصادي الصعب يؤثر عليهم أيضاً، مما يجعلهم غير قادرين على دفع أجور أعلى للعمال.
وفي هذا الصدد يقول أحدهم: “اليوم لا يوجد صاحب مصلحة يستطيع أن يدفع فوق طاقته، وأفضل يومية في الرقة حالياً هي 75 ألف ليرة سورية”.
ومع ذلك، يرى بعض العمال أن هذه الأجور غير كافية على الإطلاق، حيث يقول أحدهم: “يجب أن تكون الأجرة اليومية للعامل 20 دولاراً على الأقل، وفي حال طبق الجميع هذا المبدأ، لأصبح أصحاب العمل يترجون العمال للعمل لديهم”.
وفي ظل هذه الأزمة، يضطر بعض العمال للقبول بأجور متدنية بسبب الحاجة الملحة وعدم وجود بدائل.
وفي هذا الجانب يقول أحد السكان: “هناك أشخاص لديهم أطفال صغار ومجبرون على العمل، فيستغلهم أصحاب العمل بهذه الأجور المتدنية”.
ولا تقتصر الأزمة على عمال اليومية فقط، بل تمتد لتشمل الموظفين أيضاً، حيث يقول أحد الموظفين “أجرتنا اليومية نحن الموظفين لا تتجاوز 35 ألف ليرة سورية، وهناك من هو مجبر على الاستمرار في الوظيفة بسبب عدم القدرة على العمل في مجالات أخرى”.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يلجأ بعض الشباب إلى الهجرة بحثاً عن فرص عمل أفضل في دول الجوار.
وفي هذا الإطار يقول أحد العائدين من لبنان: “جربت العمل في الرقة لبضعة أيام بأجرة 100 ألف ليرة سورية يومياً، لكنني وجدت أن التعب لا يستحق، فعدت إلى لبنان حيث الأجور أفضل”.
ووسط كل ذلك، تشير هذه الشهادات إلى عمق الأزمة الاقتصادية التي تعصف بمدينة الرقة وتأثيرها الكبير على الحياة اليومية للسكان، خاصة الفئات الأكثر هشاشة مثل عمال اليومية. ويبقى السؤال مطروحاً حول الحلول الممكنة لتحسين الوضع الاقتصادي وتوفير فرص عمل لائقة للمواطنين في ظل هذه الظروف الصعبة، حسب تساؤلات عدد من أبناء المنطقة.