مضى قرابة ثمانية أشهر على توقف دعم المركز الصحي في بلدة زردنا من قبل منظمة “الأمين”. هذا المركز كان يمثل العمود الفقري للرعاية الصحية في البلدة، ويضم عدة عيادات ضرورية للأهالي.
وفي حديث خاص مع مدير المركز الصحي “مصعب كدع” قال: إن “مركز زردنا هو المركز الصحي الوحيد في البلدة، يقدم خدماته إلى جميع شرائح المجتمع في البلدة بالإضافة إلى أربع مخيمات يقطنها مهجرون، فضلاً عن القرى المجاورة مثل كتيان وشلخ ومعارة النعسان، التي تقع على خطوط التماس مع النظام، ولا توجد فيها مراكز صحية أو نقاط طبية.
وأضاف، أن توقف الدعم وتراجع خدماته سبب مشكلة كبيرة لسكان المنطقة. إذ أن المركز يشمل عيادات عدة أبرزها عيادة أطفال وعيادة داخلية وعيادة نسائية وعيادة أسنان بالإضافة إلى خدمات الإسعاف والضماد على مدار الساعة وغرفة التوليد الطبيعي التي تعمل على مدار اليوم، كما يضم مخبر تحاليل وصيدلية وعيادة سوء التغذية وعيادة الصحة المجتمعية وعيادة الدعم النفسي.
جهود ذاتية يبذلها المركز الصحي اليوم رغم انقطاع الدعم عنه منذ مطلع العام الجاري، إذ ما يزال المركز يقدم خدماته بشكل تطوعي بما توفر من أدوية لكن أداءه تراجع بشكل ملحوظ بسبب نقص الموارد وفق ما أكده المدير. مشيراً إلى أن المركز يعاني من نقص حاد في الأدوية ومستلزمات الإسعاف، فيما أصبحت الأدوية في الصيدلية شبه معدومة.
وفي السياق كان فريق “منسقو استجابة سوريا” قد حذر من تداعيات سلبية لتوقف الدعم عن تسع منشآت طبية في شمال غربي سوريا بنهاية شهر أيار الماضي وعن 19 منشأة أخرى في شهر حزيران ليرتفع عدد المنشآت التي توقف الدعم عنها إلى 85 منشأة خلال النصف الأول من العام الحالي، ما سبب ضغطاً على المنشآت الأخرى وعدم قدرتها على تقديم الخدمات لكافة المدنيين في المنطقة وسط كثافة سكانية عالية.
يأتي ذلك في ظل ضعف الاستجابة الإنسانية ضمن القطاعات الطبية وتهديد مئات الآلاف من المدنيين في المخيمات بعدم وجود أي بدائل أو حلول في الوقت الحالي، وسط مطالبات من جميع الجهات المانحة للقطاع الطبي في الشمال السوري بعودة الدعم المقدم لتلك المشافي.
في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها المركز الصحي في المنطقة، تبدو الحاجة ماسة إلى تدخل سريع من الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية لتأمين الدعم اللازم، لضمان استمرار تقديم الخدمات الصحية الأساسية للسكان في هذه المنطقة المحرومة.