يقع عشرات الضحايا يومياً فريسة للعنف الرقمي الإلكتروني، سواء من خلال اختراق الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف المحمولة أو أجهزة اللابتوب الشخصية، أو عبر الروابط الخبيثة التي تنتشر تحت غطاء إعلانات العمل على منصات التواصل الاجتماعي. هذه الروابط تهدف إلى اختراق الأجهزة بشكل مباشر من قبل قراصنة الإنترنت للوصول إلى المعلومات الشخصية والصور، مما يؤدي إلى انتهاك الخصوصية والابتزاز.
في الآونة الأخيرة، انتشرت أساليب استغلال رقمية استهدفت عشرات الأشخاص، وتسببت في أزمات نفسية للضحايا قد تصل إلى حد الانتحار للتخلص من مطالب المبتزين، والتي غالباً ما تكون ذات طابع جنسي أو مالي، أو تهدف إلى التشهير والفضائح، أو جمع معلومات قد تُستخدم في أمور قد تشكل خطراً على الشخص دون علمه. في بعض الحالات، يتم استخدام هذه المعلومات في حوادث إجرامية أو تحويلات مصرفية مشبوهة، كما وضحت مختصة رقمية تواصلنا معها.
تقول المختصة: “إن الابتزاز الإلكتروني أصبح أحد أكبر التهديدات التي تواجه الأفراد في العصر الرقمي، ويعرض المعلومات الشخصية والصور الخاصة للأشخاص للخطر”، مشيرةً إلى أهمية الوعي والحذر في استخدام الفضاء الإلكتروني.
ومن خلال مجموعة “كوني حذرة” المختصة بالتوعية الرقمية على منصة فيسبوك، تحذر المختصات المسؤولات عنها، الأفراد ولاسيما الفتيات والنساء، من الثقة بالأشخاص الغرباء عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتنصح بعدم إرسال أي معلومات شخصية حساسة أو صور لأي شخص، وخاصة عبر تطبيق المسنجر، الذي يُعتبر من أكثر التطبيقات عرضة للاختراق وحالات الاستغلال والابتزاز.
وأكدت المختصة أن التساهل في استخدام الإنترنت دون مراعاة الخصوصية والسلامة الرقمية يعرض المستخدمين لخطر الوقوع في شباك المبتزين أو قراصنة الإنترنت. وشددت على أهمية اتباع أساليب آمنة لتجنب ذلك، مثل وضع كلمات سر قوية للحسابات الشخصية، وتفعيل ميزة التحقق بخطوتين لزيادة مستوى الأمان والحماية الشخصية، والامتناع عن مشاركة البيانات والمعلومات الشخصية بشكل علني مثل رقم الهاتف والبريد الإلكتروني.
يُعد العنف الرقمي والابتزاز الإلكتروني من أخطر التحديات التي تواجه الأفراد في العصر الحديث. لذا، فإن التحلي بالوعي والحذر عند استخدام الإنترنت واتباع إجراءات الحماية الرقمية يعدان ضروريين للحفاظ على الخصوصية وسلامة المعلومات الشخصية.
