بعد أن تأخر حلم العودة إلى بلدهم سوريا والانتظار الطويل في صحراء مخيم الزعتري شمال الأردن، أصبح الشبان السوريون في الزعتري يقدمون كل ما تعلموه من المنظمات الدولية، وبذل الجهد أكثر من أجل نشر الوعي والسلامة بين الناس في صحراء يبلغ عدد قاطنيها قرابة 80 ألف لاجئ، أكثرهم من النساء والأطفال.
اللاجئ السوري “قاسم الباد” متطوع في مخيم الزعتري تطوع بالعمل على برنامج السلامة العامة بالتعاون مع منظمة أكتد الفرنسية، وقال عن تجربته في حديث لـ SY24: “نعمل على برنامج السلامة العامة والتفعيل المجتمعي، قسمٌ يقوم بتوعية النساء على ضرورة إبعاد أطفالهن عن مشاريع الحفريات أو شبكات المياه وغرف الصرف الصحي، حرصاً على سلامتهم”.
وأضاف قائلاً: “القسم الآخر من برنامج التوعية هو عبارة جلسات الدعم النفسي وتوعية الأطفال من سن 6 أعوام، حتى 14 عاماً، حيث نقدم مجموعة من النصائح أهمها عدم الاقتراب من الآليات الخطيرة للمشاريع القائمة في المخيم، وعدم حمل أي مواد قد تضر بالأطفال، بالإضافة لتوعيتهم لعدم الاقتراب من الشريط التحذيري الخاص بالحفريات، والسير بالأماكن المخصصة للمشاة من أهالي المخيم”.
يغطي البرنامج بحسب اللباد 9 قطاعات أساسية من أصل 12 قطاعاً في المخيم، ويقوم فريق التوعية بزيارة الأطفال الذين يتلقون رسائل التوعية لسؤالهم عن الجلسات التي خضعوا لها وحجم استفادتهم منها، والتي عادة ما تكون غنية بالمحفزات الخاصة للأطفال من خلال توزيع الهدايا والأنشطة الترفيهية.
وأردف اللباد قائلاً: “نقوم بتشكيل لجنة من سن 9 أعوام ولغاية 14 عاماً وندربهم ليكونوا متطوعين مع برنامجنا لزيادة نتائج البرنامج وحثهم على إيصال الرسائل للأهل والاقارب والأصدقاء في المدرسة، وليكونوا حلقة الوصل بيننا كمدربين وبين أطفال القطاعات الأخرى، حيث يقومون بزيادة ثقة الأطفال بنا والتقيد بالرسائل الموكلة لهم”.
وأشار اللباد إلى أن هذه اللجنة (لجنة السلامة من الأطفال) مكونة من 5 ذكور و5 إناث من إدارة فعاليات برنامج التفعيل المجتمعي بالقطاع، ويؤدون مسرحيات وأغاني هادفة وتوعوية.
واختتم اللباد في حديثه لـ SY24: “نقوم مدارس اليونيسيف داخل المخيم من خلال التنسيق مع إداراتهم المسؤولة، وكله لزيادة وعي الأطفال النفسي والفكري وتلقينهم رسائل السلامة العامة للمحافظة على سلامتهم وعدم تعرضهم لأي مشاكل قد حصلت لأطفال قبلهم في المخيم”.