الخريجون الجدد في شمال غرب سوريا.. بين آمال التعليم وواقع البطالة

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تخرج “محمد” البالغ من العمر 26 عاماً من كلية الإعلام مؤخراً بمعدل جيد، ملتحقاً بصفوف آلاف الخريجين الذين يبحثون عن فرصة عمل تزيد من خبرتهم وتساهم في تطوير مسيرتهم المهنية، إلا أن الواقع كان له رأي آخر، فكل محاولاته للحصول على وظيفة في مجال دراسته باءت بالفشل، مما دفعه للبحث خارج نطاق تخصصه الأكاديمي.

“محمد” ليس وحده في هذه المحنة. فالعشرات من الخريجين الجدد من مختلف التخصصات الجامعية اصطدموا بواقع مرير بعد انتهاء مسيرتهم التعليمية، قلة فرص العمل، ارتفاع تكاليف المعيشة، وغلاء الأسعار باتت جميعها تحديات تواجههم يومياً، ما يدفعهم للاتجاه نحو مهن لا تمت لدراستهم بصلة، أو قبول أعمال شاقة كأعمال البناء، وورش القطاف، أو الأعمال الزراعية الأخرى لتأمين لقمة العيش في ظل ظروف اقتصادية صعبة.

تُعد البطالة في شمال غرب سوريا من أبرز التحديات التي تواجه الأجيال الشابة، حيث تحولت إلى ظاهرة متفشية تهدد مستقبل الشباب وتؤثر سلباً على المجتمع ككل.

وفقاً للأرقام الصادرة عن فريق “منسقو استجابة سوريا” بمناسبة اليوم الدولي للشباب في 12 آب 2024، وصلت نسبة البطالة في هذه المنطقة إلى مستويات غير مسبوقة، حيث بلغت 88.82 بالمئة بين السكان المدنيين، مع تباين واضح في الأرقام بين الجنسين والمناطق المختلفة.

من خلال البحث وراء أسباب تفشي البطالة في شمال سوريا، يتبين أن هناك عدة عوامل رئيسية أدت إلى هذه الظاهرة، الحرب المستمرة والتدمير الكبير الذي لحق بالمنطقة أثرا بشكل مباشر على فرص العمل المتاحة، حيث باتت القطاعات الإنتاجية والخدمية تعاني من نقص كبير في التشغيل والاستثمار.

إضافة إلى ذلك، يعاني الخريجون الجدد من نقص الخبرات والتدريب اللازمين لمواكبة متطلبات السوق، مما يقلل من فرصهم في الحصول على وظائف ملائمة، كما أن غياب الدعم والمتابعة من المؤسسات المعنية يُضعف من فرصهم في إيجاد وظائف تتناسب مع تخصصاتهم الأكاديمية.

أمام هذا الواقع الصعب، يتعين على الجهات المعنية والمنظمات الدولية والمحلية تكثيف الجهود لدعم الشباب وتوفير فرص عمل تلائم طموحاتهم، بالإضافة إلى ضرورة تقديم برامج تدريبية متخصصة تساعدهم في اكتساب المهارات اللازمة لدخول سوق العمل.

إن إيجاد حلول جذرية لمشكلة البطالة في شمال غرب سوريا ليس فقط ضرورة لتحسين الأوضاع الاقتصادية، بل هو أيضاً عامل أساسي للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والنفسي للشباب الذين يمثلون أمل المستقبل ومفتاح نهضة المجتمع.

مقالات ذات صلة