يواجه المزارعون في شمال سوريا تحديات جديدة وخطيرة تهدد سبل عيشهم ومصدر رزقهم الرئيسي، وذلك مع تصاعد هجمات الطائرات المسيّرة التي تشنها قوات النظام السوري وميليشياتها على المناطق الزراعية والمدنية.
وصعّدت قوات النظام السوري مؤخرًا من هجماتها على المدنيين في شمال غربي سوريا، مستخدمة طائرات مسيّرة انتحارية.
وقد استهدفت هذه الهجمات محيط مدينة الأتارب غربي حلب، مما أدى إلى وقوع إصابات وأضرار مادية كبيرة في الأراضي الزراعية والأحياء السكنية، حسب فريق الدفاع المدني السوري.
ويشكل هذا التصعيد في الهجمات تهديدًا خطيرًا لقدرة المزارعين على جني محاصيلهم، حيث يخشى الكثيرون من العمل في حقولهم خوفًا من الاستهداف المباغت، حيث أدى ذلك إلى خسائر مادية فادحة للمزارعين، الذين يعتمدون بشكل أساسي على الزراعة كمصدر للدخل.
وتتجاوز آثار هذه الهجمات المزارعين لتطال المجتمع بأكمله، حيث تهدد الأمن الغذائي في المنطقة، فمع تعطل الإنتاج الزراعي، تزداد مخاطر نقص الغذاء وارتفاع الأسعار، مما يفاقم الأزمة الإنسانية التي تعاني منها المنطقة منذ سنوات.
وحول ذلك، قال الناشط السياسي وابن منطقة إدلب، عبد الكريم العمر لمنصة SY24، إن “الطائرات المسيرة لا تستهدف فقط المزارعين بل تستهدف السيارات العابرة والسيارات المدنية وبعض المحال التجارية، وللأسف هناك صعوبة في إسقاطها لأنها تأتي فجأة، وقد تعرض الكثير من المزارعين ورعاة الأغنام وأصحاب السيارات العامة لخسائر فادحة”.
وأضاف “اليوم أغلب المناطق شمال سوريا هبي مناطق زراعية وخاصة في دلب، وبالتالي هناك عجز تام من المزارعين عن جني محاصيلهم أو زراعة أراضيهم بسبب كثرة الاستهدافات من تلك الطائرات المسيرة لهؤلاء المدنيين”.
ويأتي هذا التطور في سياق 13 عامًا من الصراع المستمر، الذي أدى إلى تدهور البنية التحتية وتقييد الوصول إلى الخدمات الأساسية، في حين تضيف هذه الهجمات الجديدة طبقة إضافية من التحديات للسكان الذين يكافحون بالفعل للبقاء في ظل ظروف قاسية.
وتشير التقارير إلى أن الشمال السوري يشهد حالة من عدم الاستقرار وسط تحديات أمنية وإنسانية متعددة، حيث تتواصل الهجمات العسكرية والحوادث المأساوية التي تهدد حياة المدنيين وسلامتهم بشكل يومي.
وفي ظل هذه الظروف، تتزايد المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، مع دعوات متزايدة للمجتمع الدولي للتدخل وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستمر.