في حادثة مؤلمة جديدة تضاف إلى سلسلة من الانتهاكات المستمرة، لقيت امرأة نازحة حتفها في أحد مخيمات دير حسان شمال سوريا، بعد أن تعرضت للضرب على يد زوجها إثر خلاف عائلي نشب بينهما.
الجريمة التي هزت أوساط الأهالي في المنطقة كشفت عن عمق معاناة العديد من الأسر التي تعيش تحت وطأة العنف الأسري، والذي بات يتنامى بشكل مقلق في الشمال السوري.
وفقًا للمصادر المحلية التي تابعت الحادثة، فإن الزوج وهو نازح من بلدة ترملا بريف إدلب الجنوبي ويقيم في مخيم بدير حسان، قام بضرب زوجته على رأسها بأداة حادة مما أدى إلى وفاتها على الفور.
الحادثة ليست الأولى من نوعها في سجل الزوج، حيث أفادت مصادر مقربة من الضحية أنها كانت تتعرض للعنف الجسدي بشكل دائم على يد زوجها، ما يعكس حجم المأساة التي تعيشها العديد من النساء في تلك المناطق.
تتزايد حالات العنف الأسري في الشمال السوري نتيجة للأوضاع الاقتصادية المتدهورة والضغوط النفسية التي يعيشها الأهالي في ظل النزوح وفقدان الأمان.
هذه الحادثة ليست سوى واحدة من بين العديد من الحوادث المماثلة التي لم يتم تسليط الضوء عليها، وسط غياب الرقابة وفعالية القانون الذي يحمي النساء من عنف المحيط قبل أن يتطور العنف إلى جرائم قتل.
في ظل هذه الظروف القاسية، يبرز دور المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية في تقديم الدعم والمساعدة للضحايا وتوعية المجتمع بمخاطر العنف الأسري، إلا أن هذه الجهود تبقى محدودة إذا لم تقترن بتفعيل القوانين الرادعة وتوفير حماية حقيقية للنساء والأطفال من هذا النوع من الجرائم.
تعد حادثة مقتل المرأة في مخيم دير حسان تذكيراً مؤلماً بحجم المعاناة التي تعيشها الأسر السورية النازحة في ظل العنف الأسري المتزايد.
إن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب تكاتف الجهود بين المجتمع المدني والسلطات المحلية لوضع حد لهذه الجرائم البشعة وتوفير بيئة آمنة للنساء والأطفال، حتى لا تظل أصواتهم مغمورة تحت ركام الصمت والخوف.