يضطر المريض “أبو نادر” كل يومين إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى أقرب مركز لغسيل الكلى في مدينة سلقين، بسبب إصابته بمرض الفشل الكلوي قبل ثلاث سنوات، وإحالته إلى قسم الغسيل على أمل معالجته من هذا المرض.
يعاني مئات مرضى الكلى في المنطقة الشمالية الغربية لمحافظة إدلب من قلة مراكز غسيل الكلى، حيث تقتصر المنطقة على مركزين فقط، أحدهما في مدينة سلقين والآخر في دركوش.
“أبو نادر”، رجل في العشرينات من عمره، وأب لطفلين، يسكن في قرية الغزالة بريف مدينة سلقين. يعاني منذ ثلاثة أعوام من مرض الفشل الكلوي، وبعد تشخيص حالته، قام الطبيب المختص بإحالته إلى علاج غسيل الكلى، بالإضافة إلى بعض الأدوية الكيميائية.
يقول المريض إنه يخضع لجلسات غسيل الكلى ثلاث مرات في الأسبوع، مع متابعة الأدوية بشكل يومي، إلا أن حالته الصحية في تراجع مستمر لعدم استجابة جسده للعلاج.
يضطر المريض في كل جلسة غسيل إلى مغادرة منزله في ساعات الصباح الباكرة ليصل إلى المركز قبل افتتاحه الساعة الثامنة صباحًا، حتى يتمكن من تسجيل دوره قبل اكتمال العدد.
يذهب “أبو نادر” إلى مركز الغسيل على دراجته النارية بسبب انعدام المواصلات العامة إلى قريته، يقول: “في كل مرة، أقطع مسافة 20 كيلومترًا ذهابًا وإيابًا حتى أصل إلى أقرب مركز، مما يضطرني إلى اصطحاب أحد إخوتي لمساعدتي بعد العلاج، لأنني أشعر بتعب شديد في جسدي بعد جلسة الغسيل”.
يشهد مرض الكلى انتشارًا واسعًا بين جيل الشباب والأطفال بشكل خاص، وذلك لأسباب عديدة، أبرزها الجفاف وقلة السوائل في الجسم، إضافة إلى ضغط الدم غير المنضبط وداء السكري.
يشكو الطفل “أيمن”، البالغ من العمر 14 عامًا والمقيم في مدينة أريحا، من فشل كلوي في الكلية اليمنى، بسبب إصابته بداء السكري قبل عامين.
أجرى المريض عدة فحوصات طبية من قبل أطباء مختصين في إدلب، وبعد معاينة دقيقة تم اكتشاف المرض، ليصف له الطبيب بشكل مستعجل غسيل الكلى مرتين في الأسبوع.
يقول “أيمن” إنه يتلقى جلسات غسيل الكلى منذ خمسة أشهر في مشفى ابن سينا بإدلب، حيث يضطر للوقوف والانتظار لساعات عدة بسبب الأعداد الكبيرة من المرضى وقلة الأجهزة العلاجية.
يطالب مرضى الكلى في الشمال السوري بزيادة مراكز علاج حالتهم، نظرًا لصعوبة وغلاء المواصلات العامة غير المتوفرة لكافة المناطق، إضافة إلى اكتظاظ المراكز بمئات المرضى، مما يجبرهم على الانتظار لساعات طويلة وهم في حالة صحية سيئة.