يشهد موسم تحضير مونة المكدوس في دمشق إقبالاً ضعيفاً وارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار، وفقاً لما أكده عضو لجنة تجار ومصدري الخضروات لموقع محلي أمس، وقدّر تراجع نسبة الشراء من قبل الأهالي بنحو 50% مقارنة بالعام الماضي.
المكدوس، الذي كان يعدّ من المأكولات الأساسية في البيوت السورية، بات اليوم شبه غائب بسبب الظروف المعيشية والاقتصادية المتردية، هذا الوضع دفع الكثير من الأسر للاستغناء عنه نتيجة الارتفاع الكبير في أسعاره، والذي يتزامن مع انخفاض القدرة الشرائية وتدني مستوى الدخل.
وأضاف عضو اللجنة أن تكلفة تحضير 20 كيلو من المكدوس وفق الأسعار الحالية لمكوناته من الزيت والجوز والباذنجان والفليفلة والثوم تصل إلى حوالي 500 ألف ليرة، ما يمثل زيادة بنسبة 75% عن العام الماضي، هذه الكمية تعتبر قليلة مقارنة بالكميات التي اعتادت عليها الأسر السورية سابقاً والتي كانت تصل أحياناً إلى 100 كيلو.
وأشار أيضاً إلى أن الأسعار الحالية لمكونات المكدوس غير مبررة، حيث تصل تكلفة المكدوسة الواحدة ما بين 7 و8 آلاف ليرة سورية، بينما كانت تكلفتها أقل بكثير في العام الماضي رغم ثبات سعر الصرف، وعزا حالة الغلاء إلى تحكم بعض التجار وضعاف النفوس في الأسعار.
وعلى الرغم من قلة الإقبال على شراء الفليفلة الحمراء، إلا أن سعرها شهد ارتفاعاً ملحوظاً. في المقابل، انخفض سعر الباذنجان مقارنة بالعام السابق بسبب زيادة المساحات المزروعة ووفرة الإنتاج
بالمقابل، تخلت العديد من الأسر عن شراء زيت الزيتون واستبدلته بالزيت النباتي نتيجة للظروف المعيشية الصعبة، للتكيف مع واقعهم والتخلي عن بعض الأساسيات التي كانت جزءاً من حياتهم اليومية في الماضي القريب.
تشير الأوضاع الاقتصادية الصعبة في سوريا إلى تحول في أولويات الأسر، حيث باتت مونة المكدوس التي كانت جزءاً لا يتجزأ من التراث الغذائي السوري رفاهية لا يمكن للكثيرين تحملها، ويعكس هذا التغير الحاد في أنماط الاستهلاك التأثير العميق للأزمة الاقتصادية على حياة المواطنين وقدرتهم على تأمين احتياجاتهم الأساسية.