تتفاقم أزمة البطالة في محافظة دير الزور بشكل ملحوظ، حيث يجد الآلاف من الشباب أنفسهم عاطلين عن العمل رغم امتلاكهم للمهارات والكفاءات اللازمة.
فبعد سنوات من الصراع والدمار الذي شهدته المنطقة، أصبحت فرص العمل نادرة، مما خلق واقعاً مريراً للخريجين الجدد والعمال المهرة على حد سواء.
وفي هذا السياق، يروي عدد من الشباب تجاربهم المؤلمة في البحث عن فرص عمل في ظل الظروف الراهنة.
أحد الشباب وهو خريج إدارة الأعمال، يصف رحلته المضنية في البحث عن وظيفة قائلاً: “بعد تخرجي من الجامعة، أمضيت شهوراً في البحث عن وظيفة تلائم تخصصي وتتيح لي كسب العيش وتطوير مهاراتي العملية”.
ورغم محاولاته لتطوير نفسه من خلال دورات تدريبية في مجال التسويق الرقمي، إلا أن الفرص ظلت شحيحة، مما دفعه إلى حافة اليأس والإحباط.
وشارك شاب آخر تجربته المماثلة، فبعد أن عمل في مجال البناء منذ سن الثامنة عشرة، اضطر لتغيير مساره المهني بسبب الركود الاقتصادي.
ورغم التحاقه بدورة في البرمجة الإلكترونية وتميزه فيها، إلا أنه لا يزال يواجه صعوبات جمة في العثور على وظيفة تناسب مهاراته الجديدة.
وتعكس هذه الحالات نمطاً مقلقاً يسود المنطقة، حيث تتضافر عوامل عدة لخلق هذه الأزمة، بما فيها الدمار الناجم عن الحرب وضعف البنية التحتية وقلة الاستثمارات وغياب فرص العمل المناسبة.
وحول ذلك قال الناشط عبد المنعم المنبجاوي، ابن المنطقة الشرقية لمنصة SY24، إن “البطالة من الهموم والمشاكل التي يعاني منها القاطنون في دير الزور وأريافها وفي المنطقة شرق سوريا عموما، حيث لا يجد الشباب أمامهم سوى طريق الهجرة والسفر خارج البلاد كحل بديل عن الوضع القائم الذي يعيشونه”.
ولفت إلى أن القضية الأخرى هي قضية “الواسطات والمحسوبيات” والتي تعتبر من أبرز الأمور التي تساهم في انتشار البطالة وضياع الفرص على أشخاص يستحقونها مقارنة بغيرهم، وفق وصفه، داعياً في ذات الوقت الجهات المختصة إلى الانتباه إلى هذه الأزمة (البطالة) التي تتفاقم يوما بعد يوم.
وفي ظل هذه الظروف، يناشد الشباب المنظمات الدولية والجهات المختصة بتقديم الدعم اللازم وفتح آفاق جديدة للاستثمار في المنطقة، فهم يرون أن توفير فرص العمل للشباب لا يعد فقط حلاً لمشكلة البطالة، بل استثماراً حقيقياً في مستقبل المجتمع.
وأثارت هذه الأزمة ردود فعل متباينة بين السكان المحليين، فبينما يعبر البعض عن إحباطهم من الوضع الراهن، يشير آخرون إلى أن مشكلة البطالة ليست جديدة، بل هي نتيجة لسنوات من التهميش الذي عانت منه المنطقة.
وتعالت أصوات أهالي المنطقة للتأكيد على الحاجة الملحة إلى تضافر جهود جميع الأطراف المعنية لوضع حلول فعالة تعزز فرص العمل وتساهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في محافظة دير الزور، مشيرة إلى أن مستقبل الشباب وبالتالي مستقبل المنطقة بأكملها، يعتمد على قدرة الجهود على معالجة هذه الأزمة بشكل جذري وشامل، حسب تعبيرهم.