تشهد مدينة الرقة شرق سوريا أزمة نقل حادة بسبب توقف خدمة باصات النقل الداخلي، مما أدى إلى تفاقم معاناة السكان، وخاصة النساء.
وتعود أسباب هذه الأزمة إلى نقص الوقود ونقص المازوت “النظامي” وارتفاع أسعار المازوت “الحر” بشكل كبير، بحسب عدد من أبناء المنطقة.
وقد اضطر العديد من السكان، وخاصة النساء، إلى اللجوء لوسائل نقل بديلة مثل السيارات الخاصة والتكاسي، مما أدى إلى اكتظاظ شديد وظروف سفر غير مريحة.
ووصفت إحدى السيدات الوضع قائلة: “إن السيارات الخاصة أفضل من الحافلات العامة التي نستقلها حالياً. يتم حشرنا نحن النساء في الحافلات بشكل غير لائق”.
وأدت هذه الأزمة إلى استياء واسع بين السكان، حيث عبر الكثيرون عن غضبهم من الوضع الراهن. قال أحد المواطنين: “العالم يتقدم ويصل إلى المريخ، بينما نحن في الرقة نعاني من نقص الاحتياجات الأساسية، حيث نواجه ارتفاعاً مستمراً في أسعار الوقود وتدهوراً في الحالة النفسية”.
وتتعدد أسباب هذه الأزمة، منها: ارتفاع أسعار المازوت بشكل كبير، نقص الرقابة على وسائل النقل بشكل عام، وعدم قدرة السكان على تحمل تكاليف وسائل النقل البديلة مثل التكاسي.
ودعا بعض السكان إلى ضرورة المطالبة بالحقوق من الإدارة الذاتية، منتقدين صمت المجتمع على هذه الأوضاع. وقال أحدهم: “السكوت علامة الرضا، الشعب الذي لا يعترض على الظلم، لن يحصل على حقوقه”.
وتزداد خطورة الوضع مع استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية في المنطقة. أشار أحد السكان إلى أن “الناس لم تعد قادرة على استخدام سيارات الأجرة، وإذا ارتفعت أجرة الحافلات، فسيزداد عجز الناس عن تحمل تكاليف التنقل”.
وتسلط هذه الأزمة الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه إدارة الخدمات الأساسية في المناطق المتأثرة بالنزاع في سوريا.
وتبرز الحاجة الملحة لإيجاد حلول مستدامة لمشاكل النقل والوقود، خاصة مع تأثيرها المباشر على الحياة اليومية للسكان وقدرتهم على التنقل والعمل.
في ظل هذه الظروف، يبقى السؤال مطروحاً حول الإجراءات التي ستتخذها السلطات المحلية لمعالجة هذه الأزمة وتخفيف معاناة السكان، خاصة النساء اللواتي يعتبرن الأكثر تضرراً من هذا الوضع، بحسب آراء الأهالي.