أعلنت منظمة طيف الإنسانية بالشراكة مع منظمة ساهم للتعاون والتنمية عن نجاح المنتدى الختامي لحملة “منكم وفيكم”، في خطوة رائدة نحو إعادة دمج العائدات من مخيم الهول في المجتمع شرق سوريا.
هذه الحملة، التي لاقت ترحيباً واسعاً من أهالي المناطق الشرقية لسوريا، هدفت إلى تحسين الصحة النفسية للعائدات وكسر الصورة النمطية السلبية التي رافقتهن منذ وجودهن في المخيم، حسب القائمين عليها.
وشهد المنتدى الختامي حضوراً لافتاً من شخصيات بارزة في المجتمع، بما في ذلك ممثلون عن البرامج المانحة ومنظمات المجتمع المدني ووجهاء المنطقة وشخصيات من الإدارة المحلية.
كما حضر المنتدى بعض العائدات من مخيم الهول، إلى جانب إعلاميين ونساء فاعلات في المجتمع، مما أضفى على الحدث أهمية خاصة وعكس الاهتمام الواسع بقضية العائدات.
وخلال المنتدى، تم استعراض الإنجازات الرئيسية للحملة، والتي تضمنت عدة محاور أساسية، حيث نجحت الحملة في نقل توصيات العائدات إلى المجتمع، مما ساهم في فتح قنوات تواصل مباشرة بين العائدات والمجتمع المحلي.
كما ركزت الحملة على تحسين الصحة النفسية للعائدات من خلال أنشطة متنوعة، ساعدت في التخفيف من الآثار النفسية السلبية لتجربتهن في المخيم.
ومن بين الأنشطة البارزة التي نفذتها الحملة، برز البودكاست الصوتي الذي قدم منصة للعائدات لمشاركة قصصهن وتجاربهن بصوتهن الخاص.
وساهمت هذه المبادرة ساهمت بشكل كبير في أنسنة قضيتهن وتقريبها من المجتمع، بالإضافة إلى ذلك، تم نشر محتوى مرئي وثق رحلة العائدات الصعبة، بدءاً من ذهابهن إلى المخيم وحتى عودتهن، مما ساعد في تغيير النظرة المجتمعية تجاههن.
ولم تقتصر أهداف الحملة على تحسين الصحة النفسية للعائدات فحسب، بل سعت أيضاً إلى كسر الصورة النمطية السلبية التي رافقتهن، وقد نجحت في هذا الصدد، حيث لاقت الحملة ترحيباً واسعاً ليس فقط من أهالي المناطق الشرقية لسوريا، بل أيضاً من العائدات أنفسهن، مما يشير إلى نجاحها في بناء جسور التواصل والتفاهم.
وخلال المنتدى، ناقش المشاركون الخطوات المستقبلية اللازمة لمساعدة العائدات على الاندماج بشكل أكثر فعالية في المجتمع، وقد أتيحت الفرصة للعائدات للتعبير عن آرائهن وتطلعاتهن، مما أسفر عن مجموعة من التوصيات الهامة التي سيتم العمل عليها في المستقبل القريب.
وفي ختام المنتدى، أكدت منظمة طيف الإنسانية ومنظمة ساهم للتعاون والتنمية على فخرهما بالإنجازات التي حققتها حملة “منكم وفيكم”.
كما جددتا التزامهما بمواصلة العمل من أجل تحسين حياة العائدات ودعمهن في بناء مستقبل أفضل، مشددتين على أهمية استمرار الجهود المجتمعية والمؤسساتية لضمان إعادة دمج ناجحة وكريمة للعائدات في نسيج المجتمع السوري.
وحول ذلك قالت الناشطة الإنسانية وفي مجال المناصرة، مايا عصملي لمنصة SY24، إن “نجاح حملة (منكم وفيكم) وغيرها من المبادرات المماثلة، يمثل خطوة هامة نحو معالجة واحدة من أكثر القضايا الإنسانية حساسية، ويفتح الباب أمام مبادرات مماثلة في المستقبل تهدف إلى لم شمل المجتمع السوري وتعزيز التماسك الاجتماعي في مرحلة ما بعد الصراع”.
ورأت أن الأمر لا يجب أن يتوقف عند هذا الحد، فالعائدات من مخيم الهول بحاجة هم وأطفالهن إلى الكثير من الرعاية الصحية والنفسية والتعليمية وحتى الاقتصادية والمعيشية، ومن أجل ذلك لا بدّ من استمرار هذه المبادرات حتى وإن طال وقتها، فالهدف في نهاية المطاف هو إعادة دمج العائدات من الهول في المجتمع من مختلف الجوانب، وفق تعبيرها.
يذكر أنه في مطلع شهر تموز/يوليو الماضي، أطلقت مجموعة من المنظمات في شرق سوريا مبادرة “منكم وفيكم”، والتي تهدف إلى دعم ودمج النساء العائدات من مخيم الهول في المجتمع المحلي بريف دير الزور شرق سوريا.
وتشارك في هذه المبادرة عدة منظمات، منها منظمة طيف الإنسانية، منظمة ساهم للتعاون والتنمية، منظمة جيان، شباب تفاؤل، زورنا، تنمية بلا حدود، البركة، معاً لأجل النسوية، ومنظمة أصوات السلام.
يشار إلى أن منصة SY24 بدأت، مؤخراً، بتسليط الضوء على أوضاع العائدات من مخيم الهول، من خلال نشر التقارير والمنشورات على منصات التواصل الاجتماعي تحت عنوان “العائدات إلى الحياة”.
