أكد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) على أن تدمير المدارس وعرقلة العملية التعليمية كانت وما تزال أحد أكثر أوجه حرب النظام السوري وروسيا على السوريين، على مدار أكثر من 13 عاماً.
جاء ذلك في تقرير صدر بمناسبة اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات، الذي يصادف 9 أيلول/سبتمبر من كل عام.
وشدد البيان على أن دعم العملية التعليمية في شمال غربي سوريا هو “الاستثمار الأمثل في الإنسانية وضمان مستقبل الأجيال القادمة”.
ويأتي التقرير في وقت حرج مع بدء العام الدراسي الجديد، حيث تواجه المنطقة تحديات كبيرة في مجال التعليم، بحسب مراقبين.
وفقاً للتقرير، فإن النظام السوري وروسيا قد دأبا طوال سنوات الحرب على استهداف المرافق العامة والمؤسسات الخدمية، بما فيها المؤسسات التعليمية والمدارس، دون الالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية.
وقد أدى هذا الاستهداف الممنهج إلى إبعاد آلاف الأطفال عن المدارس وحرمانهم من التعليم، مما يهدد مستقبل جيل كامل ومعه مستقبل سوريا بأكملها، وفق التقرير.
وخلال العام الحالي وحده، تم رصد 8 استهدافات ممنهجة للمدارس في مناطق شمال غربي سوريا، بينها قصف جوي روسي استهدف مدرسة الثانوية المهنية الصناعية في مدينة جسر الشغور غربي إدلب، كما تم استهداف مدارس في مدن وبلدات مختلفة مثل إدلب، سرمين، طعوم، وغيرها.
وأشار التقرير إلى أن الدفاع المدني السوري يساهم في حماية العملية التعليمية من خلال عدة إجراءات، منها: تركيب أجهزة الإنذار الضوئي في 93 مدرسة لتوفير تحذيرات مبكرة من الغارات الجوية، تنظيم جلسات توعوية وإقامة تدريبات على الإخلاء الآمن للطلاب والكوادر التعليمية، عمليات إزالة الذخائر غير المنفجرة في المدارس والمرافق التعليمية، إعادة بناء وترميم المدارس المتضررة من الزلزال وحملات القصف، والتواجد في المراكز الامتحانية خلال فترة الامتحانات للتدخل في حالات الطوارئ.
كما أطلق الدفاع المدني مشروع “مسرح الدمى التوعوي” بالتعاون مع مؤسسة “ناجون”، والذي يهدف إلى نشر الوعي حول قضايا مثل عمالة الأطفال والتسرب المدرسي وأهمية التعليم.
وختم التقرير بدعوة المجتمع الدولي لوضع حد للهجمات على الأطفال وحمايتهم، ومحاسبة مرتكبي الجرائم، مؤكداً أن هذه الخطوات هي الأهم نحو حماية التعليم ودعم الأطفال لاستعادة مستقبلهم، باعتبارهم “الضامن الوحيد لمستقبل سوريا”.
وفي هذا الصدد، قال الناشط السياسي وابن منطقة إدلب، عبد الكريم العمر لمنصة SY24: “دائماً هناك معاناة في كل عام دراسي وخاصة للأهالي الذين يواجهون صعوبات في تأمين القرطاسية والمواد التعليمية واللباس المدرسي، ولذلك تتجه بعض المنظمات إلى دعم بعض المدارس فقط باللباس والقرطاسية”.
وأضاف أن “الدفاع المدني يدعم أيضا بعض المدارس باللباس المدرسي في كل عام دراسي، ولكن نتيجة الوضع الاقتصادي السيء والمعاناة الصعبة وتخفيض الدعم وانعدام فرص العمل، فقد بادر الدفاع المدني لإطلاق مناشدة لدعم العملية التعليمية والقطاع التعليمي في الشمال السوري عموما”.
ومؤخراً، كشف تقرير فريق منسقو استجابة سوريا عن تردي الأوضاع في الشمال السوري وقال: إن “القطاع التعليمي ليس أفضل حالاً، حيث تغيب النقاط التعليمية والمدارس عن أكثر من 69 بالمئة من المخيمات، ويضطر الأطفال إلى قطع مسافات طويلة ضمن العوامل الجوية المختلفة للحصول على التعليم في المدارس”.