أقدم تنظيم داعش على تنفيذ عملية إعدام مدنيين اثنين في بادية الرقة شرق سوريا، في عملية تعد الأولى من نوعها منذ طرد التنظيم من المنطقة عام 2017، ما يشير إلى عودة محتملة لنشاط التنظيم عبر خلاياه النائمة.
ووفقاً للتفاصيل الواردة، قام التنظيم باختطاف المدنيين من مدينة الطبقة بريف الرقة قبل حوالي شهر، ومن ثم تم إعدام الضحيتين عن طريق قطع الرأس بتهمة التعامل مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
بدورها، أكدت مصادر متطابقة على أن الضحيتين كانا مدنيين ولا علاقة لهما بقوات سوريا الديمقراطية، مما يثير الكثير من التساؤلات حول تلك الحادثة.
وتكشف خلفية الاختطاف عن تفاصيل مروعة إضافية، فقد طالب الخاطفون بفدية قدرها 4000 دولار مقابل إطلاق سراح المختطفين.
وعلى الرغم من قيام عائلات الضحايا بدفع الفدية على الفور أملاً في عودة ذويهم، إلا أن التنظيم أقدم على إعدام المختطفين ونشر صور جثثهم، في تحد صارخ لكل القيم الإنسانية، وفق وصف سكان المنطقة.
وتشير هذه العملية إلى إعادة تأكيد وجود التنظيم وقدرته على تنفيذ عمليات أمنية في المنطقة، كما تكشف عن استراتيجية التنظيم في استهداف المدنيين كوسيلة لإيصال رسائل سياسية وإجرامية.
وفي الوقت نفسه، تمثل هذه العملية تحدياً مباشراً لسلطة قوات سوريا الديمقراطية وسيطرتها على المنطقة، فضلاً عن هدفها الواضح في إثارة الرعب وبث الخوف في نفوس السكان المحليين.
وقد أثارت هذه العملية الجديدة ردود فعل متباينة، فمن جهة، طلبت عائلات الضحايا عدم نشر أسماء ذويهم في الوقت الحالي، مما يشير إلى حالة من الخوف والصدمة، ومن جهة أخرى، من المتوقع أن تثير هذه العملية ردود فعل قوية من المجتمع الدولي والقوات المحلية.
أما على صعيد التداعيات المحتملة، فمن المرجح أن نشهد تعزيزاً للإجراءات الأمنية، حيث ستقوم قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي بتكثيف جهودهما لمكافحة الخلايا النائمة لداعش.
كما قد تؤدي هذه العملية إلى زيادة التوتر في المنطقة، مع احتمال حدوث حالة من عدم الاستقرار وزيادة الخوف بين السكان المحليين.
وقال الباحث في الشأن السياسي والعسكري، رشيد حوراني لمنصة SY24: “يريد التنظيم ارسال رسائل ترهيب الأهالي ودفعهم للتعاون معهم وتجنيدهم بالقوة ليكونوا عملاء لصالحه يستقي منهم المعلومات عن تحركات قسد، كما يريد إظهار ضعف قوى الأمر الواقع وعدم قدرتها على حماية من يقعون تحت سيطرتها، إضافة إلى أن هذا الترهيب يجعل عملياتها أسهل لتجنب الناس مجابهة عناصر التنظيم والاستسلام لهم أو لمطالبهم”.
ومؤخراً، حذّرت تقارير غربية من أن تنظيم داعش ينتظر الفرصة السانحة له من أجل العودة إلى المنطقة الشرقية، مستغلا بذلك الأحداث الدائرة هناك والضغوطات التي تتعرض لها قوات سوريا الديمقراطية.