تشهد محافظة السويداء جنوب سوريا، موجة من المبادرات الأهلية الهادفة إلى دعم قطاع التعليم مع بداية العام الدراسي الجديد.
ورصدت شبكات محلية العديد من هذه المبادرات الجماعية والفردية، التي نجحت في جمع مبالغ تصل إلى عشرات الملايين من الليرات السورية.
وتأتي هذه المبادرات في وقت يشهد فيه الاقتصاد السوري تراجعاً حاداً في القدرة الشرائية للمواطنين، مع ارتفاع ملحوظ في تكاليف المستلزمات التعليمية.
وأصبح الطالب الواحد بحاجة إلى ما يقارب المليون ليرة سورية لتغطية احتياجاته الأساسية من ملابس وقرطاسية مع بداية العام الدراسي، حسب تقديرات الأهالي وشبكات محلية منها شبكة “السويداء 24”.
ومن أبرز هذه المبادرات، حملة “لا تشيلوا هم” في بلدة المشنف بريف السويداء الشرقي، والتي تمكنت من جمع 48 مليون ليرة سورية لدعم 950 طالباً بالقرطاسية اللازمة.
وفي بلدة الكفر جنوبي السويداء، تضافرت جهود الأهالي والمغتربين لجمع 50 مليون ليرة لدعم الطلاب بالألبسة المدرسية والقرطاسية، إضافة إلى تزويد المدارس بمستلزماتها الضرورية.
كما برزت مبادرات أخرى مثل حملة “ورقة وقلم” في قرية المنيذرة، ومبادرة الناشط معتصم العفلق في مدينة السويداء.
وفي بلدة القريا، أطلق أحد رجال الدين حملة لدعم أكثر من 30 طالباً من الأيتام وفاقدي المعيل في المرحلة الابتدائية.
ولاقت هذه المبادرات استحساناً كبيراً من قبل الأهالي، حيث عبر العديد منهم عن امتنانهم وتقديرهم لهذه الجهود، حيث أشاد أحد المواطنين قائلاً: “المجتمع المحلي يقوم بإنقاذ التعليم والمياه والآبار وإصلاح المدارس والإنارة، وكل ذلك بجهود أهلية ودعم من المغتربين”.
وأضاف آخر أن “هذه مبادرات إنسانية وتكافل اجتماعي عظيم، الشكر للمغتربين ولمن ينظم هذه المبادرات، وخاصة دعم الأيتام”.
بالمقابل، أبدى بعض المواطنين مخاوفهم من بعض التحديات التي لا تزال قائمة. فقد اقترح أحدهم قائلاً: “نتمنى أن يتم تخصيص جزء من المبالغ كرواتب للمعلمين والمعلمات المختصين في أغلب المواد وخاصة العلمية، ليستطيع المعلم التنقل من مكان إلى آخر لتغطية النقص الحاد في أغلب المدارس”.
كما أشار آخر إلى مشكلة الدروس الخصوصية قائلاً: “من الضروري أن يجد المجتمع الأهلي حلاً للمدرسين الذين يهملون واجباتهم في المدارس من أجل الدروس الخصوصية”.
وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن هذه المبادرات الأهلية تجسد روح التضامن والتكافل في المجتمع السوري، وتؤكد على أهمية إنقاذ قطاع التعليم وضمان استمراريته كسبيل وحيد للبحث عن مستقبل أفضل في ظل الأزمات المتلاحقة التي تعصف بسوريا عموماً، حسب آراء عدد من ناشطي السويداء.