التين التركي المجفف يغزو أسواق إدلب ويهدد الإنتاج المحلي

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

أنهى المزارع “أبو قاسم” مرحلة قطاف التين وتجفيفه، وعزم على تخزينه لعدة أشهر على أمل أن يُباع بسعر جيد، خاصة أن سعر التين هذا العام يشهد تحسناً ملحوظاً وأسعاراً غير مسبوقة مقارنة بالأعوام الماضية.

يُعد موسم التين من أهم المواسم الزراعية في إدلب، وتتركز زراعته في جبل الزاوية وريف جسر الشغور. يصل إنتاج سوريا من التين إلى نحو 43 ألف طن، يُصدّر القسم الأكبر منها، وتحتل سوريا المركز السادس عالمياً من حيث الإنتاج.

“أبو قاسم”، رجل خمسيني وأب لسبعة أولاد، يقيم في قرية كنصفرة جنوبي إدلب، ويمتلك ما يقارب 60 شجرة من التين السلطاني المخصص للتجفيف، والذي يتميز بأسعاره المرتفعة والجيدة في الأسواق المحلية والخارجية.

تضاعف سعر التين المجفف هذا العام مقارنة بالعام الماضي، حيث وصل إلى أكثر من 7 دولارات للكيلو الواحد، يقول “أبو قاسم” إن التين المجفف، الذي يتميز بجودة عالية، تجاوز سعر الطن 7 آلاف دولار، بينما كان سعر الطن العام الماضي حوالي 3500 دولار أمريكي.

خلال السنوات الماضية، سمحت حكومة الإنقاذ في إدلب باستيراد أصناف متعددة من المواد الغذائية التركية عبر معبر باب الهوى الحدودي، وكانت الفواكه المجففة من أولى المستوردات من تركيا.

“علاء المحمود”، 37 عاماً، يقيم في مدينة سرمدا وتاجر مواد غذائية في منطقة إدلب، يعمل على استيراد مبيعاته من تركيا ويبيعها في الأسواق المحلية، يدخل التين التركي المجفف بجودة رديئة جداً إلى الأراضي السورية، على أساس أن هذه المواد مخصصة لعلف الحيوانات، بينما يقوم بعض التجار ضعاف النفوس بتنظيفه وتبييضه وخلطه مع التين السوري.

يقول “علاء” إن الجمارك السورية لم تعمل على إيقاف استيراده رغم الأضرار الكبيرة التي تُلحق بجودة الإنتاج السوري، حيث تدخل هذه الشحنات بأوراق ثبوتية على أساس أنها علف للحيوانات.

يحتل التين التركي المرتبة الأولى عالمياً من حيث جودة الإنتاج والتصدير، بينما يلجأ التجار السوريون إلى شراء الأنواع الرديئة منه لانخفاض ثمنها مقارنة بأسعار التين المحلي، ويُقدّر “علاء” سعر طن التين التركي المستورد من تركيا، النوع الرديء، بنحو 1800 دولار.

يضيف التاجر أن التين التركي يتم تنظيفه بماء الأوكسجين والكبريت حتى يُبيَّض لونه، ثم يُعلّب ويُخلط بالتين المحلي ويعاد تصديره على أساس أنه منتج سوري.

دخول المنتجات الغذائية التركية إلى الأراضي السورية أثر بشكل كبير على أسعار المنتجات السورية المماثلة لها، وسبب تدنياً ملحوظاً في أسعار المواد السورية كافة.

مقالات ذات صلة