صناعة الحجارة في إدلب: من الحرفة المحلية إلى التصدير العالمي

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

مع بزوغ الفجر، يتوجه “صالح” إلى عمله في منشرة لتقطيع وزخرفة الحجارة شرقي مدينة إدلب، حيث يعمل لمدة ثماني ساعات يومياً مقابل أجور وصفها بالجيدة.

“صالح” رجل في الثلاثينيات من عمره، أب لخمسة أطفال، نازح من ريف معرة النعمان ويقيم في مدينة إدلب، يعمل في تقطيع وزخرفة الحجارة منذ حوالي 20 عاماً، حيث تعلم هذه المهنة الشاقة على يد والده، وطوّر مهاراته ليصبح من أشهر حرفيي هذه المهنة في محافظة إدلب.

“هذه المهنة تتطلب جهداً فكرياً وتعباً جسدياً، بالإضافة إلى إتقان وفن حقيقي للتعامل مع هذه القطعة الصماء”، كما قال “صالح”.

يعمل “صالح” كل يوم لمدة ثماني ساعات متقطعة، أربع ساعات في الصباح وأربع أخرى في المساء، ويتقاضى أجراً حسب القطعة والجهد المبذول، حيث تصل يوميته إلى حوالي 8 دولارات في معظم الأحيان.

يسعى الحرفي لمتابعة عمله بحب وإتقان، رغم المجهود الكبير الذي يتطلبه عمله، وهو راضٍ بالأجور التي يتقاضاها، معتبراً أنها جيدة مقارنة بأجور الأعمال الأخرى التي لا تتجاوز 3 دولارات أمريكية.

لا يخفي “صالح” خطورة هذا العمل، إذ يعتمد على آلات حادة جداً تُستخدم لقص وتقطيع الحجارة، لذلك تتطلب هذه المهنة الكثير من التركيز والدقة والانتباه.

وأوضح “صالح” أن أي خطأ، مهما كان صغيراً، قد يؤدي إلى وفاة العامل أو فقدان أحد أطرافه، مشيراً إلى أنه فقد إحدى أصابع يده اليمنى قبل عدة سنوات.

خلال السنوات الماضية، شهدت منطقة الشمال السوري رواجاً وتسويقاً جيداً للحجارة في الأسواق المحلية والدولية.

“أنس”، 55 عاماً، مقيم في مدينة سرمدا وتاجر ومصدر للحجارة المزخرفة، يقول: “نصدر الحجارة إلى عدة دول خارجية حسب الطلب، وتعد تركيا وقبرص واليونان ودول الخليج من أكثر الدول المستوردة للحجارة السورية”.

وأضاف: “تأتي الحجارة الزهرية والسكرية في مقدمة الحجارة السورية، ويتم تصدير هذا النوع إلى تركيا وأوروبا، بينما تستورد الدول الخليجية ومصر واليونان الحجارة البيضاء والصفراء”.

تتميز المنطقة الصخرية في إدلب بوجود عدة أصناف من الحجارة المطلوبة في جميع أنحاء العالم، وهذا ساعد بشكل كبير على ازدهار صناعة الحجارة وزيادة حجم تجارتها محلياً وعالمياً.

مقالات ذات صلة