تفيد الأخبار الآتية من منطقة مصياف السورية بتنفيذ القوات الخاصة الإسرائيلية عملية إنزال جوي يوم الأحد الماضي، أسفرت عن اشتباكات واعتقال عدد من المسؤولين الإيرانيين.
وفي التفاصيل، استهدفت العملية الخاصة منشأة تابعة لميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، والتي يُزعم أنها تقوم بتصنيع أنواع مختلفة من الصواريخ، بما فيها الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار.
وحسب المصادر، فإن هذه الأسلحة كان يتم نقلها لاحقًا إلى ميليشيا “حزب الله” اللبناني.
وبدأت العملية بقصف جوي واسع النطاق استهدف الطرق المؤدية إلى المنشأة ومقرًا تابعًا لقوات النظام السوري، وذلك بهدف منع وصول التعزيزات العسكرية.
وعقب ذلك، نفذت القوات الخاصة الإسرائيلية عملية إنزال جوي باستخدام طائرات هليكوبتر، مدعومة بطائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار.
وأفادت مصادر متطابقة أن القوات الإسرائيلية تمكنت من الدخول إلى المنشأة، حيث قامت بسحب معدات ووثائق مهمة، وبعد ذلك، قامت بتلغيم المنشأة وتدميرها قبل الانسحاب من الموقع، مقدرة أن العملية برمتها استغرقت حوالي ساعة واحدة.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أن العملية تضمنت أيضًا الاشتباك مع مجموعة من العناصر التابعين للنظام وأسر شخصيتين إيرانيتين.
كما أشارت “القناة 14” وصحيفة “هآرتس” الإسرائيليتان إلى أن القوات الإسرائيلية صادرت ملفات ووثائق من مبنى لميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، ودمرت مبنى للبحوث العلمية.
ووسط هذه التطورات الخطيرة، لوحظ صمت مريب من قبل النظام السوري وحكومته، وكذلك من الجانب الإيراني، مما يثير تساؤلات حول حجم الضربة وتأثيرها على القدرات العسكرية والاستراتيجية للطرفين في المنطقة، حسب مراقبين.
وحول ذلك، قال الكاتب والحقوقي عبد الناصر حوشان لمنصة SY24، إن “العملية كانت كبيرة وغير مسبوقة ومتعددة الأوجه من حيث توزع أماكن القصف على أكثر من محافظة”.
وأضاف أن “التركيز على مقرات الإيرانيين في مصياف من خلال عمليات متتالية في ظرف زمني متسلسل، دليل على أن الهدف الرئيسي للعملية كان في مصياف وأن الهدف من حيث القيمة والأهمية كبير وأن الكلام عن إنزالات جوية تؤكده الوقائع ونوع الاستهداف وأماكنها، سيما وأن منطقة مصياف أصبحت مركزا استراتيجيا لمشروع تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية و مشاريع إنتاج السلاح الكيماوي والطائرات المسيرة وغيرها من الأسلحة الإيرانية”.
وأعرب حوشان عن اعتقاده بعدم اعتقال أي شخصية إيرانية رغم تباين الروايات، مشيرا إلى أن “الإيرانيين على ما يبدو كانوا على علم بالعملية فزجّوا بشبيحة النظام طعماً للإسرائيليين الذين قتل من قتل منهم ونجا من نجا، وقد يكون تم اعتقال عدد منهم على أساس أنهم من الإيرانيين”.
ولفت إلى أن الإيرانيين لا يعتمدون أصلاً على شبيحة النظام وقواته في هذه المراكز، لعدم ثقتهم بهم، وفق رأيه.
تجدر الإشارة إلى أن هذه العملية تأتي في سياق التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران، وتعكس استمرار الصراع غير المباشر بينهما على الأراضي السورية.
كما تسلط الضوء على التحديات الأمنية المستمرة التي تواجهها سوريا وسط الصراعات الإقليمية المعقدة، وفق ذات المراقبين.