الأسعار المرتفعة للمستلزمات المدرسية تزيد معاناة الأهالي في إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

مع اقتراب العام الدراسي الجديد في محافظة إدلب، تواجه العديد من الأسر تحديات مالية متزايدة نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار المستلزمات المدرسية، هذه الأعباء المالية أثرت بشكل مباشر على حياة الأسر في المنطقة، حيث أجبرت بعض العائلات على اتخاذ قرارات صعبة، مثل التخلي عن إكمال دراسة أطفالهم ودفعهم للعمل في السوق أو الانخراط في الأعمال الشاقة.

في مخيم دير حسان شمال إدلب، تعيش “أم يوسف”، وهي أم لثلاثة أطفال، ظروفاً مادية صعبة دفعتها إلى تأخير شراء القرطاسية لأطفالها على أمل أن تتمكن المدرسة من تقديمها لهم كما حدث في العام الماضي.

تقول “أم يوسف”: “أجد صعوبة كبيرة في شراء الحقيبة والدفاتر لأطفالي، وهناك الكثير من العائلات في المخيم تنتظر أي دعم من الجمعيات الخيرية لتأمين اللوازم المدرسية هذا العام”.

تصل تكلفة الحقيبة المدرسية، إلى جانب الدفاتر والأقلام، لطالب في المرحلة الابتدائية إلى حوالي عشرة دولارات، وتختلف حسب الجودة، وبالنسبة لعائلة لديها ثلاثة طلاب، قد تصل التكلفة الإجمالية إلى 30 دولاراً، بالإضافة إلى تكاليف أخرى مثل الملابس، الأحذية، وأجرة المواصلات إذا كانت المدرسة بعيدة عن مكان السكن.

استطلعت مراسلتنا أسعار بعض المستلزمات المدرسية في عدد من المكتبات بمدينة إدلب، وتبين أن سعر الحقائب يختلف حسب النوع والجودة والحجم، ويبدأ من 3 إلى 9 دولارات للحقيبة الواحدة، وكذلك الدفاتر التي تتراوح بين نصف دولار إلى دولار ونصف حسب الجودة والحجم، بحسبة بسيطة، تصل تكلفة طالب في المرحلة الابتدائية، في حال شراء حقيبة من النوع المتوسط بمبلغ 150 ليرة تركية وأربعة دفاتر بـ 80 ليرة (بمعدل 20 ليرة للدفتر الواحد)، وحذاء بـ 150 ليرة، و30 ليرة للأقلام، إلى حوالي 400 ليرة تركية، عدا عن تكلفة الملابس.

ارتفاع تكاليف المستلزمات المدرسية يضاف إلى قائمة طويلة من الصعوبات التي تواجه الأسر في إدلب، حيث يشهد الوضع الاقتصادي تدهوراً مستمراً في ظل غياب الدعم الكافي من المؤسسات الخيرية والمنظمات المحلية والدولية، يجد الكثيرون أنفسهم أمام خيارات محدودة قد تؤثر بشكل كبير على مستقبل أبنائهم التعليمي.

تقول إحدى الأمهات في المخيم: إن “التعليم هو أملنا الوحيد لتحسين حياتنا وحياة أطفالنا، لكن مع هذه التكاليف المرتفعة لا نعرف كيف سنتمكن من تغطية كل هذه الاحتياجات”.

في ظل هذه الظروف الصعبة، تعتمد الكثير من العائلات على الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية لتقديم الدعم اللازم من خلال توفير القرطاسية واللوازم المدرسية، مع اقتراب العام الدراسي الجديد، تتزايد الضغوط الاقتصادية على الأسر السورية، مما يضع التعليم في مواجهة تحديات تتطلب تدخلات عاجلة للتخفيف من معاناة الأهالي ودعمهم في توفير بيئة تعليمية مناسبة لأبنائهم.

مقالات ذات صلة