أطلقت مجموعة من منظمات المجتمع المدني في محافظة الحسكة شرق سوريا مبادرة تدريبية تهدف إلى تمكين النساء العائدات من مخيم الهول.
تأتي هذه المبادرة ضمن إطار “حملة مهنتي” التي تسعى إلى دعم الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع وتعزيز فرص اندماجهن الاقتصادي والاجتماعي.
وتتركز الدورات التدريبية على ثلاثة محاور رئيسية: إدارة المشاريع الصغيرة، حيث تتعلم المشاركات أساسيات إنشاء وإدارة مشاريع صغيرة مدرة للدخل، بما في ذلك التخطيط المالي وإدارة الموارد.
كما يتم تدريب النساء على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التجارة الإلكترونية لتسويق منتجاتهن وخدماتهن، بالإضافة إلى تعليم المشاركات كيفية إعداد سير ذاتية احترافية لتعزيز فرصهن في الحصول على وظائف.
وتشارك في هذه المبادرة عدة منظمات مجتمع مدني، منها: منظمة سلم، منظمة رؤية، ومنظمة عشتار، في إشارة إلى التضامن المجتمعي والعمل الجماعي لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
وتعد هذه المبادرة خطوة هامة في مسار إعادة دمج النساء العائدات من مخيم الهول، الذي يعتبر من أكبر مخيمات النازحين في سوريا، حيث تواجه هؤلاء النساء تحديات كبيرة في إعادة بناء حياتهن بعد فترة طويلة من النزوح والعزلة.
وتهدف هذه التدريبات إلى تمكين النساء اقتصادياً واجتماعياً، ومساعدتهن على بناء مستقبل أفضل لأنفسهن ولعائلاتهن.
ويؤمن أصحاب هذه المبادرات بأن توفير المهارات والأدوات اللازمة لهؤلاء النساء سيساهم بشكل كبير في تعزيز استقرار المجتمع ككل، حسب وجهة نظرهم.
ومن المتوقع أن تستمر هذه الدورات التدريبية لعدة أسابيع، وستشمل متابعة ودعم للمشاركات بعد انتهاء التدريب لضمان تطبيق ما تعلمنه بشكل فعال.
وقال ناشط سياسي من أبناء الرقة لمنصة SY24: “من المهم دعم العائدات من مخيم الهول ودعم أطفالهن، ولكن المهم ألا تبقى هذه المبادرات في السياق الإعلامي وعلى منصات السوشال الميديا، بمعنى أنه من المهم أن تستهدف أكبر عدد من النساء العائدات مع أطفالهن”.
وأشار إلى أن أهم ما في الأمر هو تقبل المجتمع لهؤلاء العائدات من مخيم الهول، الأمر الذي يُسهل عملية إعادة دمجهن، كما أن الأهم أيضا هو توفير حياة اقتصادية ومعيشية مناسبة لهن، وفق تعبيره.
وتأتي هذه المبادرة في وقت تسعى فيه المنطقة إلى التعافي من آثار سنوات من الصراع والنزوح، حيث تلعب برامج التمكين الاقتصادي دوراً محورياً في عملية إعادة الإعمار وبناء السلام المجتمعي.
وتعكس هذه المبادرة الجهود المبذولة من قبل منظمات المجتمع المدني لسد الفجوات في الخدمات الحكومية وتلبية احتياجات الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع.
كما تسلط الضوء على أهمية التعاون بين مختلف الجهات الفاعلة في المجتمع لتحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل أفضل لسكان المنطقة.