شهدت المناطق الشرقية من سوريا، وخاصة في بادية الرقة شرق سوريا، تطورات عسكرية لافتة في الأيام الأخيرة، حيث أفادت مصادر محلية بتحركات واسعة النطاق لميليشيات موالية لإيران.
وفي مقدمة هذه التحركات، برز نشاط ميليشيا “لواء الباقر”، وهو فصيل مسلح يعمل تحت إشراف ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني.
وحسب الأخبار الواردة، قامت ميليشيا “لواء الباقر” بإرسال تعزيزات عسكرية وبشرية كبيرة إلى مناطق بادية الرقة الجنوبية والغربية.
وأكدت المصادر المتطابقة وصول العشرات من الآليات المحملة بالمقاتلين والعتاد العسكري إلى المنطقة، وخاصة في محيط الرصافة وأثريا، حيث تتواجد نقاط عسكرية عديدة تابعة لميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني.
وفي خطوة مثيرة للجدل، بدأت هذه الميليشيات بحملة تجنيد واسعة، مستهدفة الشباب المحلي للانضمام إلى صفوفها.
وكان الأكثر إثارة للقلق، وفق سكان المنطقة، هو ما ورد عن فتح باب الانتساب حتى للقاصرين، مع عرض رواتب تبدأ من 500 ألف ليرة سورية، في محاولة واضحة لاستغلال الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها السكان المحليون.
وتأتي هذه التطورات تأتي في سياق تصاعد العمليات العسكرية في المنطقة، فقبل أيام، تعرضت نقطة عسكرية تابعة لميليشيا “لواء الباقر” بريف حمص الشرقي لهجوم من قبل تنظيم داعش، مما أسفر عن مقتل ثمانية عناصر من الميليشيا وحرق النقطة العسكرية.
كما شهدت محافظة دير الزور حادثة أخرى، حيث أصيب عنصران من ميليشيا “لواء الباقر” بجروح نتيجة سقوط قذيفة هاون على بلدة الدوير، حيث يُعتقد أن مصدر القذيفة هو بلدة أبو حمام الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على الضفة المقابلة لنهر الفرات.
وتسلط هذه الأحداث المتلاحقة الضوء على الوضع الأمني المتوتر في شرق سوريا، وتثير تساؤلات حول تداعيات التوسع الإيراني في المنطقة، خاصة مع استمرار الصراع بين مختلف القوى المتنافسة على النفوذ في هذا الجزء الحيوي من المنطقة.
يشار إلى أن قوات النظام دفعت مؤخراً بتعزيزات عسكرية إلى البادية السورية (بادية حمص – بادية ديرالزور – طريق السخنة)، بعد مقتل أكثر من 78 عنصراً لقوات النظام و8 ضباط في كمائن وتصفيات ميدانية خلال شهر آذار/مارس الماضي.
وفي السياق، تفيد الأخبار الآتية من مناطق البادية السورية، حسب تقارير عدة لمنصة SY24، بفرار عدد من عناصر النظام وميليشياته، وذلك بعد تعرضها لخسائر كبيرة في معاركها الأخيرة ضد تنظيم داعش وخلاياه في المنطقة.