مع اقتراب فصل الشتاء، تتعالى التحذيرات وتتعمق الأزمة الإنسانية في شمال سوريا بشكل كبير، حيث تتسع الفجوة بين الاحتياجات المتزايدة للسكان والتمويل المتناقص.
ووفقًا لفريق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، فإن هذه المأساة المستمرة قد تفاقمت بشكل كبير بعد زلزال شباط/فبراير 2023.
ويعاني ملايين النازحين في المخيمات من ظروف معيشية صعبة للغاية، حيث تفتقر هذه المخيمات إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة.
وتشير إحصائيات برنامج الغذاء العالمي إلى أن سوريا تحتل المرتبة السادسة عالميًا من حيث انعدام الأمن الغذائي الحاد، مما يعكس حجم المعاناة التي يواجهها السكان.
ويؤكد الدفاع المدني السوري أن هذه الأزمة الإنسانية هي نتيجة مباشرة للحرب التي يشنها النظام السوري وروسيا على الشعب السوري منذ 14 عامًا.
وشدد فريق الدفاع المدني على أن الحل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة يكمن في التوصل إلى حل سياسي يضمن تحقيق العدالة للسوريين من خلال المحاسبة ومنع الإفلات من العقاب، وفق بيان صادر عنه.
وفي هذا السياق، دعا الدفاع المدني إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي يرسم خارطة طريق تلبي مطالب السوريين في التغيير والحياة الكريمة.
وفي تصريح لأحد متطوعي الدفاع المدني، تم تسليط الضوء على التحديات الكبيرة التي يواجهونها في ظل استمرار الحرب وأزمة النزوح التي تستمر منذ أكثر من 13 عامًا.
وأكد المتطوع أنهم يبذلون قصارى جهدهم لتلبية احتياجات السكان، معربًا عن أمله في انتهاء “كابوس الحرب” وعودة النازحين إلى قراهم ومدنهم لإعادة إعمار بلدهم.
وفي السياق ذاته، قال الناشط السياسي وابن منطقة إدلب، عبد الكريم العمر لمنصة SY24: “بعد انخفاض كميات وعمليات الدعم للمحتاجين في شمال غرب سوريا وتوقف بعض المنظمات العاملة ما أدى إلى نقص حاد وكبير حتى أن بعض النقاط الطبية قد يتم إغلاقها بسبب توقف الدعم عنها”.
وأضاف: “وكان التأثير الأكبر على المدنيين الذين اعتادوا بسبب انعدام فرص العمل وارتفاع سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار وعدم القدرة على شراء الاحتياجات الأساسية، اعتادوا على الحصول على بعض المساعدات الإنسانية التي لا تسد ما نسبته 10% فقط من احتياجاتهم المتزايدة يوماً بعد يوم”.
ويضع هذا الوضع الإنساني المتدهور المجتمع الدولي أمام مسؤولية كبيرة لزيادة الدعم والمساعدات للسكان المتضررين في شمال سوريا، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وما يحمله من تحديات إضافية.