تشهد العاصمة دمشق أزمة مرور حادة بلغت ذروتها في الأيام الأخيرة، مما تسبب بتوقف شبه تام لوسائل النقل العامة والخاصة. هذه الأزمة أدت إلى معاناة كبيرة للأهالي الذين يضطرون لقضاء ساعات طويلة في الطرقات وفي الكراجات بانتظار وسيلة نقل تقلهم إلى وجهاتهم.
وسائل إعلام محلية أشارت إلى أن تأثير أزمة النقل لم يتوقف عند حدود صعوبة التنقل، بل امتد ليشمل الأوضاع المعيشية للمواطنين، حيث ارتفعت أجرة النقل بشكل مضاعف نتيجة قلة المركبات واستغلال أصحاب السرافيس وباصات النقل هذا النقص. هؤلاء قاموا برفع الأجور بحجة نقص المازوت وارتفاع سعره في السوق السوداء، فضلاً عن تجاوز السعة المحددة لنقل الركاب، ما زاد من معاناة الركاب.
من جهة أخرى، عزت مصادر حكومية هذا الخلل الكبير في حركة المواصلات إلى تقليص مخصصات الوقود لوسائل النقل في العاصمة ومحافظات أخرى، بالإضافة إلى وقف تزويد وسائل النقل الجماعي بالمحروقات. هذا الإجراء أدى إلى شلل شبه كامل في حركة النقل، مع ازدحامات كبيرة، دون أن يقدم المسؤولون جدولاً زمنياً لحل هذه الأزمة أو زيادة مخصصات الوقود المطلوبة.
وفي سياق متصل، أعلنت محافظة اللاذقية مؤخراً عن انخفاض كميات المازوت الواردة إليها بنسبة وصلت إلى النصف، مما دفع السلطات إلى تقليص مخصصات الحافلات الكبيرة (البولمانات)، وهو ما تسبب بأزمة نقل إضافية بين المحافظات.
تفاقم أزمة الوقود في سوريا يزيد من معاناة المواطنين يومًا بعد يوم، سواء في العاصمة دمشق أو في المحافظات الأخرى. ومع غياب الحلول الفعّالة، يبقى المواطنون عالقين في دوامة من الانتظار الطويل والتكاليف المتزايدة، مما يشير إلى أن هذه الأزمة ستستمر في إحداث آثار سلبية على الحياة اليومية لسكان البلاد.