أقبلت المعلمة ” إيمان” على التدريس بشكل تطوعي في إحدى المدارس التابعة لحكومة الإنقاذ في إدلب، على أمل حصولها على دعم مادي من قبل إحدى المنظمات الداعمة للقطاع التعليمي.
مع بداية كل عام دارسي جديد، تزداد صعوبات الواقع التعليمي في الشمال السوري، في ظل النقص الملحوظ في الكوادر التعليمية كافة، إضافة إلى قلة الرواتب ووجود نسبة كبيرة من المعلمين المتطوعين في كافة المدارس الحكومية.
“إيمان” شابة في العشرينات من عمرها، أم لأربع فتيات، ومعلمة لغة انكليزية، تقيم في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، تخرجت قبل عامين من جامعة إدلب الحرة، وعملت في مجال التدريس بشكل تطوعي برفقة زوجها وكافة الكادر التدريس في المدرسة.
تقول: ” خلال العاميين الماضيين، عملنا حوالي 5 أشهر، حتى دعمتنا منظمة برواتب بسيطة جداً، لا تتجاوز 75 دولاراً شهرياً”.
يضطر أغلب المعلمين في الشمال السوري، إلى دفع تكاليف ضرورية من أجل استمرارية العمل، مثل شراء لوازم تدريسية من أموالهم الخاصة وغيرها.
بدورها، تقوم ” إيمان” كل يوم بقطع مسافة طويلة مع زوجها على دراجتهم النارية حتى تصل إلى المدرسة التي تعمل بها، تقول: ” الوصول إلى المدرسة، أمراً مكلفاً يحتاج إلى أجور مواصلات كبيرة، تقع جميع هذه التكاليف على عاتق المدرس، التي تصل شهرياً إلى أكثر من 50 دولاراً”.
أطلقت ” المنصة السورية” التطوعية، مباردة جديدة مع بداية العام الدراسي تحت عنوان ” جيل لمستقبل مشرق ” تهدف هذه المنصة بشكل أساسي لتأمين دعم مادي جيد للمعلمين المتطوعين في الشمال السوري.
تستند هذه المبادرة على مبدأ فتح باب التبرع، من خلال وسائل الكترونية، أو تحويل بنكي، لتغطية رواتب المعلمين المتطوعين في الشمال السوري، وحدد المنصة مبلغ التبرع بالأسهم ليكون قيمة السهم الواحد 500 ليرة تركية، أي ما يقارب 17 دولاراً أمريكياً.
يتم اختيار المنصة للمعلمين وفق شروط ومعايير محددة، تتركز على المؤهلات الأكاديمية والخبرة التدريسية للمعلم، الإضافة إلى تحلي المعلم بالصبر والقدرة على التعامل مع مختلف المستويات التعليمية والعمرية للطلاب وتحفيز الطلاب على النجاح والتفوق الأكاديمي.
والجدير بالذكر، أن خلال الحراك الشعبي ضد سياسة حكومة الإنقاذ مطلع العام الحالي، نظم الكثير من المعلمين مظاهرات عدة طالبوا من خلالها بتحسين الواقع التعليمي في إدلب وزيادة رواتبهم، إضافة إلى إعادة هيكلية نقابة المعلمين من خلال انتخابات حرة.