تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري أزمة حادة في قطاع المواصلات، نتيجة شح المحروقات وارتفاع أسعارها في السوق السوداء لمستويات قياسية.
وقد أدى هذا الوضع إلى تفاقم معاناة المواطنين السوريين، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وما يصاحبه من حاجة متزايدة للوقود.
ووفقاً لمصادر في حكومة النظام، فإن القرارات المتخذة لمواجهة الأزمة أدت إلى تخفيض مخصصات النقل في المحافظات السورية إلى الحدود الدنيا.
كما تم تقليص مخصصات باصات النقل العام وإيقاف تزويد وسائل النقل الجماعي من سرافيس وباصات الشركات الخاصة بالمحروقات، مما أدى إلى توقفها عن العمل بشكل كامل.
وتشير التقديرات إلى أن تخديم قطاع النقل وحده في محافظة دمشق يحتاج إلى 13 طلباً يومياً من الوقود، في حين تم تخفيض الطلبات بما يتجاوز 80 ألف لتر يومياً.
وأدى هذا التخفيض الحاد في إمدادات الوقود إلى ازدحامات خانقة في الشوارع وصعوبات كبيرة في تنقل المواطنين، حسب تقارير متطابقة.
وفي تطور لافت، ادعت حكومة النظام، اليوم الثلاثاء، أن خطأً فنياً في أجهزة “البطاقة الإلكترونية” الخاصة بمادة مازوت النقل قد تسبب في عدم تزويد عدد كبير من الباصات والبولمانات العاملة على الخطوط الخارجية وخطوط النقل الداخلي في معظم المحافظات بالوقود اللازم، الأمر الذي أثار سخرية كثير من القاطنين في مناطق النظام.
ولا تقتصر على قطاع النقل فحسب، بل تمتد لتشمل توزيع مازوت التدفئة للمواطنين، فقد أفاد عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات في محافظة دمشق، بأن توزيع مادة المازوت للتدفئة للدورة الماضية قد انتهى بشكل نهائي، مع عدم وجود معلومات مؤكدة حول موعد بدء التوزيع للدفعة القادمة.
وأدت هذه الأزمة إلى حالة من التململ والقلق بين المواطنين السوريين، فقد شهدت الشوارع ازدحامات كبيرة بسبب توقف المواصلات عن العمل في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة النظام السوري، كما استغل بعض سائقي التكاسي والسرافيس الوضع لرفع أجور تعرفة النقل حتى للمسافات القصيرة، مما زاد من معاناة الأهالي.
ومع اقتراب فصل الشتاء، يزداد قلق المواطنين من احتمال تأخر توزيع مادة المازوت اللازمة للتدفئة، فالعائلات السورية تترقب بقلق كيفية مواجهة برد الشتاء في ظل هذه الأزمة المتفاقمة في قطاع المحروقات.
وحول ذلك، قالت إحدى القاطنات في مناطق النظام (محامية فضّلت عدم الكشف عن اسمها لأسباب أمنية) لمنصة SY24: “هم الشتاء يضاف إلى الهموم المعيشية والاقتصادية في حين أن العائلة الواحدة لن تحصل إلا على 50 لتر تقريبا من مازوت التدفئة، لذلك بات هذا الفصل من أصعب الفصول بسبب البرد الذي لا يرحم وبسبب ضيق الأحوال المادية، فالعائلة قد تحتاج لمئات الألوف من الليرات لشراء تلك المادة من السوق الحرة بسعر 17 ألف ليرة سورية للتر المازوت الواحد”.
ويبدو أن الحل لهذه الأزمة المعقدة لا يلوح في الأفق القريب، في حين يبقى المواطن السوري هو الحلقة الأضعف في هذه المعادلة.