تتعالى الأصوات من داخل محافظة السويداء لتحذير الشباب من المشاركة إلى جانب روسيا في حربها على أوكرانيا، معربين عن مخاوف جدية حول استغلال الظروف الاقتصادية الصعبة لدفع الشباب للمشاركة في حرب لا علاقة لهم بها.
وجاءت تلك التحذيرات على خلفية مقتل شاب من محافظة السويداء أثناء قتاله في صفوف الجيش الروسي في أوكرانيا.
ووفقًا لشبكة “السويداء 24” الإخبارية المحلية، فإن الشاب المنحدر من بلدة عريقة في ريف السويداء الغربي، لقي حتفه على إحدى جبهات القتال في منطقة لوغانسك الأوكرانية.
وكان الشاب المذكور واحدًا من سبعة شبان من السويداء تعرضوا لعملية خداع مركبة من قبل شبكات سماسرة في سوريا وروسيا، استغلت ظروفهم المعيشية الصعبة لإقناعهم بالانضمام إلى القوات الروسية.
وفي تسجيل صوتي سابق نشرته الشبكة، عبّر الشاب عن رغبته في العودة إلى سوريا وعدم رغبته في المشاركة في الحرب، مؤكدًا أنه وزملاؤه تفاجأوا بزجهم في المعارك دون علمهم المسبق.
وأثارت هذه الحادثة ردود فعل غاضبة في أوساط أهالي السويداء، حيث اعتبر البعض أن المشاركة في هذه الحرب هي نتيجة طبيعية للارتزاق، بينما أكد آخرون أن الفقر وغياب فرص العمل في سوريا هي الدوافع الرئيسية وراء قبول الشباب بهذه المخاطر، وفق رأيهم.
وتحركت عدة مرجعيات في السويداء في محاولة لاستعادة الشبان العالقين في أوكرانيا من خلال مخاطبة السلطات الروسية، لكن دون جدوى حتى الآن.
ومع مقتل الشاب لا يزال هناك ستة شبان آخرين من السويداء في أوكرانيا، مما يستدعي تحركًا عاجلًا على كافة المستويات لإعادتهم وفسخ عقودهم.
وتسلط هذه الحادثة الضوء على ضرورة توعية الشباب السوري بمخاطر الانخداع بالوعود الروسية والزج بهم في حروب لا تعنيهم.
كما تثير تساؤلات حول دور حكومة النظام في حماية مواطنيها وتوفير فرص عمل كريمة تغنيهم عن المخاطرة بحياتهم في صراعات أجنبية.
وحول ذلك، قالت الناشطة السياسية وابنة السويداء، “راقية الشاعر” لمنصة SY24: إن “التحذيرات للشباب ليس فقط بسبب مخاطر الالتحاق بجبهات القتال في أوكرانيا إلى جانب روسيا، بل التحذيرات من سماسرة الحرب للقتال في ليبيا ومناطق أخرى، حيث يتم خداع الشباب وإيهامهم بوعود كاذبة ومبالغ خيالية”.
وأضافت: “للأسف، فإن الأزمة التي تمر بها سوريا دفعت الشباب للبحث عن مصادر للارتزاق نتيجة الضغط والحصار الحاصل، يضاف إلى ذلك عدم قدرة الشباب على الهجرة بسبب تكاليف السفر المرتفعة والتي تصل إلى حدود 8 آلاف دولار، يضاف إلى ذلك البطالة وانعدام فرص العمل في المنطقة، ما يدفع الشباب للبحث عن أي فرصة، الأمر الذي استغله سماسرة الأزمات لإغراء الشباب في كافة المحافظات السورية وليس فقط السويداء، بوعود كاذبة”.
ومؤخراً، أشار بعض أبناء السويداء إلى أن النظام يحاول إغراء الشباب بالتسويات ومن ثم نقلهم إلى جبهات القتال إلى جانب روسيا ضد أوكرانيا، مؤكدين في ذات الوقت رفضهم لهذا الإغراء، وفق تعبيرهم.
ولفتوا إلى أن النظام السوري يحاول من خلال عروض التسوية والإغراءات عبر أذرعه الأمنية، ضرب الحراك الشعبي وخلق انقسامات بين مكوناته.