تشهد محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا أزمة مياه متصاعدة مع دخول إضراب أصحاب صهاريج المياه يومه الثالث على التوالي.
هذا الإضراب، الذي بدأ في بلدة تل تمر شمالي الحسكة، جاء احتجاجًا على عدم توزيع المخصصات الشهرية من مادة المازوت، الأمر الذي أدى إلى شلل شبه تام في عملية توزيع المياه للسكان المحليين.
ووفقًا لمصادر محلية، فإن الإضراب بدأ بعد أن وجد أصحاب الصهاريج أنفسهم غير قادرين على تشغيل مركباتهم بسبب نقص الوقود.
وهذه الأزمة ليست الأولى من نوعها في المنطقة، حيث سبق وأن شهدت مدينة الحسكة توقفًا مماثلًا لعمل عشرات صهاريج المياه قبل أيام، نتيجة توقف المناهل عن العمل لنفس السبب، بحسب أهالي المنطقة.
وأفاد مسؤول خدمي في بلدة تل تمر بأن هناك مساعٍ جارية لحل المشكلة، دون تقديم تفاصيل حول طبيعة هذه الحلول أو الإطار الزمني المتوقع لتنفيذها.
ويضع هذا الوضع السكان المحليين في موقف صعب، حيث يواجهون صعوبات متزايدة في الحصول على المياه الصالحة للشرب والاستخدام المنزلي.
وتباينت ردود فعل الأهالي على هذه الأزمة بين الغضب والقلق، حيث عبّر بعض السكان عن استيائهم من تكرار الأزمات في المحافظة، مشيرين إلى أن الحسكة تنتقل “من إضراب إلى إضراب”.
وانتقد آخرون ما وصفوه بـ”احتكار” المازوت، متهمين بعض الجهات بالاستيلاء على مخزونات الوقود على حساب الخدمات الأساسية للمواطنين، وفق تعبيرهم.
كما أبدى بعض الأهالي تخوفهم من أن يكون هذا الإضراب مقدمة لرفع أسعار المياه، في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها سوريا بشكل عام والمناطق الشرقية بشكل خاص.
وقال الناشط أبو عبد الله الحسكاوي لمنصة SY24: “إن استمرار هذه الأزمة يهدد بتفاقم الوضع الإنساني في المنطقة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب على المياه، كما أن نقص المياه قد يؤدي إلى مشاكل صحية وبيئية خطيرة إذا لم يتم التوصل إلى حل سريع”.
ولفت إلى أن هذا الإضراب يأتي في وقت تعاني فيه المنطقة الشرقية من أزمات متعددة في قطاع الطاقة والموارد الأساسية، مما يضع ضغوطًا إضافية على السكان المحليين.
وتساءل الحسكاوي قائلاً: “هل ستتمكن الجهات المعنية من إيجاد حل سريع لهذه الأزمة، أم أن سكان الحسكة سيواجهون المزيد من الصعوبات في الحصول على احتياجاتهم الأساسية من المياه؟”.
ويتزامن إضراب أصحاب صهاريج المياه مع أزمة مواصلات خانقة في المنطقة الشرقية بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، ففي الرقة على سبيل المثال يعاني الأهالي من نقص حاد في وسائل النقل العام والخاص.
ويعزو السكان هذه الأزمة إلى الارتفاع المستمر في أسعار المحروقات، والذي أدى بدوره إلى ارتفاع تكاليف تشغيل المركبات وتردد أصحابها في العمل.
وتتوالى الشكاوى من الأهالي حول صعوبة التنقل داخل المدينة، حيث أصبحت وسائل النقل العام قليلة جداً، وارتفعت أجرة الركوب بشكل كبير، مما زاد من معاناة المواطنين، خاصة ذوي الدخل المحدود.